رد صناع فيلم "فرحة"، الذي يوثق الجرائم التي ارتكبتها العصابات الصهيونية إبان نكبة العام 1948، على الحملة الإسرائيلية التي استهدفت الفيلم وصناعه، بالتزامن مع بدء منصة "نتفليكس" عرض الفيلم.
و "فرحة" فيلم روائي يوثق مأساة فتاة ذات 14 عاما، أخفاها والدها عن عيون العصابات الصهيونية في المطبخ، خشية اغتصابها أو قتلها خلال مهاجمة العصابات الصهيونية، بيوت الفلسطينيين إبان نكبة العام 1948، لتصبح فرحة فجأة بلا دراسة ولا صديقات وينتظرها مستقبل مجهول.
وتمثل "فرحة" نموذجا لمآسي وأحزان جيل كامل عاصر القتل والدماء والتهجير والترحيل والتشريد بفعل آلة القتل الصهيونية، التي عاثت في أرض فلسطين فسادا.
ويعكس الفيلم صورة للأجيال الجديدة عن كيفية نشأة دولة إسرائيل عبر إرهاب وتخويف السكان الأصليين في فلسطين، ونشر الرعب بين سكان القرى خصوصا، عبر ارتكاب جرائم قتل منظمة واطلاق نار عشوائي واغتصاب للنساء لارهاب السكان المسالمين من أجل مغادرة منازلهم والنزوح عن قراهم، للنجاة بحياتهم وحياة أبنائهم وذويهم من موت مُحقق.
ويُفند الفيلم روايات كاذبة روجت لها الصهيونية على مدى عقود عن أن اليهود اشتروا أراضي فلسطين من ملاكها، ويوضح عبر نموذج "فرحة" (وهي شخصية حقيقية عاشت ذات الأحداث)، كيف استطاع اليهود اغتصاب مساحات شاسعة من أراضي فلسطين.
ورشحت الأردن الفيلم "فرحة" لتمثيلها رسميّا فى الدورة 95 لجوائز الأوسكار، للتنافس عن فئة الأفلام الروائية الطويلة الدولية لعام 2023.
والفيلم صور بالكامل في الأردن، وعُرض في أكثر من 40 مهرجانا سينمائيا حول العالم، ونال عدة جوائز، وهو من بطولة كرم طاهر وتالا جموح وأشرف برهوم وعلي سليمان وآخرين، ومن تأليف دارين سلام وديما عزار، وإخراج دارين سلام.
وتجسد "فرحة" في الفيلم شخصية فتاة أسمها "رضية"، نجت من نكبة 48 ونزحت إلى سوريا، وهناك تعرفت إلى طفلة أخرى وكلاهما تزوجتا، ووالدة مخرجة الفيلم هى صديقة لـ "رضية"، التي اختارتها دارين سلام لتكون موضوع أول عمل روائي طويل لها.
وأثار عرض الفيلم على شبكة "نيتفليكس"، غضب الإسرائيليين الذين هددوا بمقاطعة الشبكة الأشهر على مستوى العالم وإلغاء الاشتراكات فيها، كما شنوا حملة ممنهجة ضد الفيلم وصناعه على مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة لإجبار "نتفليكس" على سحب الفيلم من منصتها.
وأصدرت الأردنيات مخرجة فيلم "فرحة"، دارين سلّام، ومنتجتاه ديمة عازر وآية جردانه، بيانا أدن فيه محاولات تشويه الفيلم والحملة المنظمة ضده لخفض تقييمه بشكل كبير، ورسائل الكراهية والمضايقات والاتهامات والتنمر من قبل إسرائيليين، والتي استهدفت مخرجة الفيلم على منصات التواصل الاجتماعي، وأكدن أنهن لن يتهاون مع أي تهديدات مؤذية ضد أي عضو في فريق العمل.
ووصفن هذه المحاولات لإسكاتهن كعربيات وكصانعات أفلام بأنها "تجريد لإنسانيتهن وضد أي حرية تعبير". وشددن على أن ما يحصل "لن يردعهن عن هدفهن". وشددت المنتجتان، ديمة عازر وآيه جردانه، على دعمهما لقرار المخرجة "سرد هذه القصة الإنسانية والشخصية ومشاركتها مع العالم، وتحقيق هذه الرؤية الإبداعية سينمائياً من دون أي قيود".
وكان وزير المالية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، شن هجوما على الفيلم، وقال في بيان نشره على تويتر: "من الجنون أن تبث نتفليكس فيلما هدفه خلق ذريعة كاذبة والتحريض على كراهية الجنود الإسرائيليين"، مضيفا: "لن نسمح بتشويه سمعة جنود الجيش الإسرائيلي".
واعتبر وزير الثقافة الإسرائيلي حيلي تروبر، أن "تقديم مسرح إسرائيلي (في إشارة إلى مسرح يافا الذي عرض الفيلم يوم الاربعاء الماضي) منصة لهذه الأكاذيب والتشهير هو وصمة عار".