"الشرق الأوسط الأخضر".. مبادرة تجمع الدول العربية للتعاون من أجل مواجهة تغير المناخ

مشاركة
صورة جماعية لقادة العالم بمؤتمر المناخ في مدينة شرم الشيخ المصرية صورة جماعية لقادة العالم بمؤتمر المناخ في مدينة شرم الشيخ المصرية
الحياة واشنطن-تقرير 01:52 م، 07 نوفمبر 2022

أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن العدد الكبير الذي أنضم إلى "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" منذ إطلاقها، دليل على الجدية التي توليها الدول في المنطقة العربية لجهود مواجهة تغير المناخ، سواء على صعيد خفض الانبعاثات والتحول نحو الطاقة المتجددة أو على صعيد اتخاذ إجراءات فعالة للتكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ.

وأعرب الرئيس السيسي - في كلمته اليوم الاثنين، أمام قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر والتي تعقد في إطار فعاليات مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27) - عن تطلعه إلى أن يخرج المؤتمر بنتائج شاملة وقوية تساهم في تعزيز عمل المناخ العالمي على كافة المستويات.

وقال الرئيس السيسي : "استطعنا في مصر، على سبيل المثال، القيام بخطوات واسعة في إطار التحول نحو الطاقة المتجددة سواء الطاقة الشمسية أو الرياح أو الهيدروجين، ونقوم في الوقت الراهن بتدشين مشروعات طموحة في مجال النقل النظيف".

وأضاف أنه على صعيد التكيف استطاعت مصر تحقيق نجاحات ملموسة في الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتضمن وثيقة مساهمتها وطنيًا المحدثة وفقًا لاتفاق باريس عددًا من الأهداف الطموحة للتكيف في قطاعات الزراعة وحماية المناطق الساحلية والتنمية الحضارية المستدامة، ومثلما هو الأمر في مصر تقوم سائر منطقتنا العربية ببذل جهود مشابهة في هذا الإطار.

وتابع الرئيس السيسي: "استضافة منطقتنا لمؤتمري أطراف تغير المناخ العام الراهن في مصر والقادم في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة هو خير دليل على الدور الذي باتت دولنا تضطلع به على صعيد عمل المناخ العالمي والتزامها بتنفيذ تعهداتها".

وقال : "عندما طرح ولي عهد المملكة العربية السعودية رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، منذ بضعة أشهر فكرة عقد القمة الثانية لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر هنا في شرم الشيخ بالتزامن مع قمة المناخ وكإحدى فعالياتها، رأيت أنها تعد فرصة مواتية لتسليط المزيد من الضوء على هذه المبادرة المهمة التي أتى إطلاقها منذ نحو عام من اليوم ليعالج إحدى الجوانب الضرورية في عمل المناخ في عالمنا العربي وفي منطقة الشرق الأوسط والتي تعاني أكثر من غيرها بالآثار السلبية لتغير المناخ على جودة الأراضي الزراعية وخصوبة التربة فضلًا عن الارتفاع المضطرد في درجات الحرارة وندرة المياه والجفاف".

وأضاف الرئيس السيسي "رغم التحديات الاقتصادية التي تواجه كافة دول العالم حاليًا والتطورات السياسية الدولية اتصالاً بالأزمة في أوكرانيا وغير ذلك من تحديات، فإن مؤتمرنا اليوم يمثل فرصة سانحة لالتفاف قادة دول العالم وقيادات القطاعات الاقتصادية وكبريات مؤسسات التمويل الدولية وغيرهم من الشركاء في هذا الجهد حول هدف مشترك لا خلاف عليه؛ ألا وهو حتمية التحرك العاجل والناجز والفعال للتصدي لتحدي تغير المناخ".

من جانبه قال الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، إن تحقيق أهداف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر يتطلب استمرار التعاون الإقليمي للوصول للأهداف المناخية العالمية.

وأضاف ولي العهد السعودي - خلال كلمته في قمة "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" التي تأتي في إطار مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP27" - أن تحقيق الأهداف المرجوة من مبادرة الشرق الأوسط الطموحة يتطلب استمرار التعاون الإقليمي والإسهامات الفاعلة من قبل الدول الأعضاء؛ للإسهام في الوصول للأهداف المناخية العالمية، وتنفيذ التزاماتها بوتيرة أسرع في إطار الاتفاقية الدولية ذات الصلة.

وأكد أنه بتضافر الجهود الإقليمية تسعى المبادرة لدعم الجهود والتعاون في المنطقة لخفض الانبعاثات وإزالتها بأكثر من 670 مليون طن مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهي الكمية التي تمثل الإسهامات الوطنية المحددة من جميع دول المنطقة، كما تمثل 10% من الإسهامات العالمية عند الإعلان عن المبادرة، بالاضافة إلى زراعة 50 مليار شجرة، وزيادة المساحة المغطاة بالأشجار إلى 12 ضعفا، واستصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة مُخفضة بذلك 2.5% من معدلات الانبعاثات العالمية.

وأشار إلى أنه تحقيقًا لمستهدفات خفض الانبعاثات، أطلقت المملكة مبادرة "السعودية الخضراء" لخفض الانبعاثات بأكثر من 278 مليون طن مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول 2030، من خلال تطبيق النهج الاقتصادي الدائري للكربون، وإطلاق العديد من المبادرات الأخرى من منصة التعاون الدولية، وإنشاء صندوق استثماري إقليمي مخصص لتمويل حلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون، بالإضافة إلى مبادرة الحلول والوقود النظيف من أجل توفير الغذاء.

وأضاف أن المملكة قامت بتسريع وتيرة تطوير وتبني تقنيات مصادر الطاقة النظيفة متمثلة باستخدام الطاقة المتجددة بهدف إدارة انبعاثات الموارد الهيدروكربونية، وإبراز هذه الخطوة يتمثل في تتويج مزيج الطاقة المستخدم في توليد الكهرباء في المملكة، بحيث يتم إنتاج 50% من الكهرباء داخل المملكة بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2030، والوصول إلى إزالة 44 مليون طن من الانبعاثات الكربونية أي ما يعادل 15% من إسهامات المملكة المحددة الوطنية حاليا بحدود عام 2035.

وأوضح أنه تحقيقًا لمستهدفات التشجير الذي جسد استخدام الحلول الطبيعية لمواجهة الانبعاثات تم في القمة السابقة إطلاق مبادرات عديدة منها تأسيس مركز إقليمي للتغير المناخي وبرنامج إقليمي لاستمطار السحب، وإسهاما في تنفيذ هذه الأهداف ومبادراتها، أعلنت المملكة عن استهداف زراعة 10 مليارات شجرة، وزيادة مناطق المحميات البرية والبحرية إلى 30% من إجمالي المساحة الوطنية.

وقال إن المملكة ستستضيف مقر الأمانة العامة لمبادرة "الشرق الأوسط الأخضر"، وستسهم بـ 2 مليار ونصف المليار دولار دعمًا لمشروعاتها وميزانيتها على مدى 10 سنوات قادمة.

وتابع "أن المملكة تطمح إلى تكثيف التعاون وتنسيق التمويل في هذه المبادرات، وتمكينها من تنفيذ مشروعاتها ومستهدفاتها وتعزيز الابتكار وإيجاد حلول، داعية لمواجهة التحديات المشتركة، مع الأخذ بعين الاعتبار الخطوات التنموية للدول الأعضاء وقدراتها على الانتقال المسؤول إلى أنظمة طاقة أكثر استدامة وتشجيع الاستثمار فيها، بالتعاون مع الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الدولية".

واختتم الأمير محمد بن سلمان كلمته قائلا "تجدد المملكة التزامها بالعمل مع دول المنطقة من أجل تحقيق أهداف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر لتكون نموذجًا عالميًا لمكافحة التغير المناخي، ونأمل أن تحقق قمة اليوم مخرجات تسهم في تعزيز العمل المشترك؛ لضمان مستقبل مشرق ومزدهر للأجيال القادمة".

من ناحيته، أكد ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، أن الاقتصاد الأخضر والعمل المناخي جزء لا يتجزأ من محركات النمو التي أطلقها الأردن مؤخرًا ضمن رؤية التحديث الاقتصادي، للسنوات الـ10 المقبلة.

وقال ولي العهد الاردني - في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في شرم الشيخ - إنه "على الرغم من التحديات التي تواجه الأردن من قلة الموارد المائية والتي تفاقمت نتيجة لاستقبالنا العديد من موجات اللجوء خلال العقد الماضي، إلا أننا لم نغفل عن أهمية الحفاظ على البيئة في خططنا واستراتيجياتنا الوطنية".

وأشار إلى أن الأردن شارك في مختلف الاجتماعات الفنية الخاصة بـ(مبادرة الشرق الأوسط الأخضر)، إيمانا منا بأهميتها ومواءمتها لخططنا واستراتيجياتنا الوطنية الهادفة إلى زيادة الرقعة الخضراء في الأردن والتخفيف من آثار التغير المناخي والحد من التصحر وتدهور الأراضي.

وتابع قائلًا "ما نأمله اليوم هو السير قدما في تنفيذ هذه المبادرة المهمة التي نرى أنها ستكون نقطة الانطلاق لتبني سياسات ومبادرات على مستويات الوطنية والإقليمية لمواجهة آثار التغير المناخي".

ولفت إلى أنه "علينا أن نعمل معا لوضع السياسات والبرامج والحلول المبتكرة التي تكفل مستقبلا أخضر ومستداما لهذا الجيل والأجيال المقبلة".

فيما أكد الشيخ مشعل الصباح ولي عهد دولة الكويت، أن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، هي أساس للتعاون الإقليمي في مكافحة آثار تغير المناخ.

وأضاف ولي العهد الكويتي - خلال فعاليات قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر - أن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، نقطة تحول مهمة لمنطقة الشرق الأوسط في العمل المناخي وأساسًا للتعاون الإقليمي في مكافحة آثار تغير المناخ وهو ما يعبر عن الرغبة الصادقة للدول الإقليمية في تنفيذ بنود اتفاق باريس للمناخ وتحقيق أهداف ومؤشرات التنمية المستدامة 2030.

وتابع أن دولة الكويت تؤكد التزامها بالقرارات والمبادرات الخليجية والإقليمية والدولية المعنية بالبيئة، فقد تضمنت رؤية الكويت الجديدة 2035 ركيزة أساسية محورها بيئة معيشية مستدامة، تسعى من خلالها إلى تحقيق الاستدامة البيئية والوفاء بتعهداتها البيئية أمام المجتمع الدولي.

وأكد ولي عهد دولة الكويت، أن بلاده ملتزمة بكافة معايير التعاون مع الأمم المتحدة في تنفيذ مشاريعها البيئية المخطط لها، حيث شرعت دولة الكويت في تنفيذ عددا من المشاريع منها مشروع الوقود البيئي ومصفاة الزور العالمية ومشروع مناولة الكبريت ومشروع خط الغاز الخامس.

وأوضح أن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، تحقق الكثير من التطلعات البيئية على المستويين الإقليمي والدولي من خلال العمل برؤية موحدة، فضلا عن الفوائد المرجوة منها على المستوى الوطني.

وجدد تأكيد سعي بلاده الدؤوب للقيام بمشاريع واعدة من خلال هذه المبادرة لزيادة المسطحات الخضراء والتشجير وزيادة الغطاء النباتي وإقامة المحميات الطبيعية والاهتمام بالسياحة البيئية، للمساهمة في الوصول إلى الحياد الكربوني خلال منتصف القرن الحالي مما سيتوج بأثر إيجابي في مجال البيئة، وخلق فرص اقتصادية ضخمة تعود بالنفع على الأجيال القادمة وفتح آفاق جديدة لمستقبل أخضر مستدام.

وأكد التزام بلاده بالدعم الكامل لجهود المملكة العربية السعودية والتزامها بما يتفق عليه في ضوء إمكانياتها ومواردها، ولن تدخر جهدا في تحقيق التوصيات التي تتوصل لها هذه المبادرة بكافة نسخها.