صوتت لجنة مجلس النواب الأمريكي المكلفة بالتحقيق في الهجوم على مبنى الكونغرس، في 6 يناير الماضي، على توصية بإحالة كبير موظفي البيت الأبيض السابق، مارك ميدوز، إلى وزارة العدل بتهمة "ازدراء الكونغرس".
ويتوقع أن يصوت جميع أعضاء المجلس خلال الأيام المقبلة على التقرير، لتحديد إذا ما ستتم إحالة التقرير إلى وتزارة العدل والتي ستقرر إذا ما كانت ستوجه الاتهام إلى ميدوز أم لا.
وقالت شبكة (CNN) الأمريكية في تقريرها، أمس الاثنين، إن أعضاء من اللجنة كشفوا عن رسائل تخص ميدوز وعدد من الشخصيات البارزة، يعود تاريخها إلى يوم اقتحام الكونغرس وبالتزامن مع تطور أعمال العنف في مبنى "الكابيتول".
ومن بين الشخصيات، دونالد ترامب الابن، الذي تقول CNN أنه حث كبير موظفي البيت الأبيض السابق ميدوز على المساعدة في دفع الرئيس إلى إدانة أعمال الشغب.
وقال رئيس لجنة مجلس النواب، الديمقراطي بيني طومسون، في كلمته الافتتاحية في اجتماع أمس الاثنين، إنه يتوقع أن يقدم 10 شهود رئيسيين شهادات مسجلة هذا الأسبوع.
وأضاف طومسون: "سنسمع من الكثيرين بشكل غير رسمي ونحن نواصل جمع الحقائق حول أعمال العنف التي وقعت في 6 يناير وأسبابها".
والأسبوع الماضي، أبلغت اللجنة ميدوز أنه ليس أمامه خيار سوى دفع إجراءات ضده قدما، لرفضه التعاون مع تحقيقاتها.
وخلال اجتماع اللجنة الذي عقد الاثنين، نشرت اللجنة علنًا صورًا تتضمن نصوصًا أرسلت إلى ميدوز خلال تلك الأيام "اقتحام الكونغرس".
وتضمنت النصوص، رسائل من مشرعين أمريكيين، لم يكشف عن أسمائهم، تناقش عملية تصويت الكونغرس التي حضر فيها نائب الرئيس آنذاك، مايك بينس.
وقالت نائبة رئيس اللجنة النائبة الجمهورية، ليز تشيني، إن هناك نصوصًا أخرى أرسلت إلى ميدوز بالتزامن مع تطور "أحداث الكونغرس"، وأضافت "هذه الرسائل النصية لا تترك أي شك، لقد كان البيت الأبيض يعرف بالضبط ما يحدث هنا في المبنى الكابيتول".
وأظهر أحد النصوص المرسلة إلى ميدوز الكلمات التالية "نحن تحت الحصار هنا في مبنى الكابيتول".
كما ظهر نص آخر، يشير إلى أنه أُرسل مع اقتحام مبنى الكابيتول، وآخر يسأل عما سيقوله الرئيس، وآخر يقول "هناك مواجهة مسلحة عند باب غرفة مجلس النواب".
ووفقًا لشبكة CNN، فإن نص رسالة دونالد ترامب الابن، هي أن "على الرئيس أن يدين هذا في أسرع وقت ممكن"، وتظهر إجابة ميدوز "أنا أضغط عليه بقوة، أوافقك الرأي".
وأوضحت تشيني، "أرسل دونالد ترامب الابن رسائل نصية مرارًا وتكرارًا، يحث فيها الرئيس على اتخاذ إجراء".
وأظهرت إحدى الرسائل نصًا يقول: "عليه (الرئيس) أن يقود الآن، الآن لقد تمادى الأمر كثيرًا وخرج عن السيطرة".
بالإضافة إلى ذلك، قالت اللجنة في التقرير إن ميدوز "تبادل الرسائل النصية مع أحد منظمي مسيرة 6 يناير، وقدم له التوجيه، بعد أن أخبره المنظم أن "الأمور تتجه نحو الجنون، وأنه في حاجة ماسة إلى بعض التوجيه".
وكان ميدوز، قد أعلن في وقت سابق أنه لا يريد الامتثال إلى مذكرة استدعاء للمثول أمام لجنة الكونغرس التي تضم ممثلين عن الحزبين الجمهوري والديموقراطي، وقد تغيب عن الجلسات للمرة الثانية الأسبوع الماضي.
يذكر أن ميدوز يواجه اتهامًا من قبل اللجنة باستغلال سلطتها، وتقدّم الأسبوع الماضي بشكوى قضائية ضد 9 من أعضائها وضد رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وطلب من محكمة فدرالية منع تنفيذ مذكرات الاستدعاء الموجه إليه ولشركة فيريزون للحصول على سجلات هاتفه.