وصل وزير الخارجية المصري في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء بشكل مفاجئ إلى الخرطوم، في زيارة غير مُعلنة، ولم يكن مرتبا لها، وهو في طريق عودته من كينشاسا إلى القاهرة.
وذكرت مواقع الكترونية سودانية، أن شكري اجتمع مع وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، ووزير الري ياسر عباس، اللذين عادا أيضا من كينشاسا مساء الثلاثاء، فيما قالت تقارير إعلامية، إن شكري رافق الوزيرين السودانيين، في رحلتهما من كينشاسا إلى الخرطوم.
ويبدو بأن هدف زيارة شكري إلى الخرطوم، بحث خيارات التعامل مع ملف سد النهضة الاثيوبي، بعد فشل اجتماعات وزراء الخارجية والري في الدول الثلاثة في الكونغو الديمقراطية.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، في تصريحان تلفزيونية، إن إثيوبيا رفضت كل المقترحات لاستئناف مفاوضات سد النهضة، مضيفا أنه من المهم توضيح إلى أى مدى وصل التعنت الإثيوبي برفض كل الأطروحات المرنة التي تقدمت بها مصر وأيدتها السودان لاستئناف المفاوضات، مبينا أن الأمر وصل إلى التنصل من أن يتم استئناف المفاوضات لتحقيق اتفاق قانوني ملزم على ملء وتشغيل سد النهضة وهي الولاية الممنوحة من قبل رؤساء دول وحكومات مكتب الاتحاد الافريقي في اجتماعاتهم عندما أطلقت المسار الإفريقي لرعاية المفاوضات؛ وكان الغرض التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول الملء والتشغيل لسد النهضة.
وأضاف أنه خلال هذه الجولة طُرح على الجانب الإثيوبي أن نستأنف المفاوضات، وشهد الموقف السوداني والمصري مرونة فيما يتعلق بالرباعية (الاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي وأمريكا والأمم المتحدة)، بأن كان المطلوب أن تكون الرباعية تضطلع بدور الوساطة إلى أن انتقلت لدور التيسير ثم أعطينا صياغة تؤهل وتجعل ثقة الأطراف في أن يستخدم رئيس الاتحاد العناصر المتوفرة لديه للوصول إلى حلول وطرح بدائل للنقاط الخلافية حتى يتم التوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى أن كل ذلك رفضته إثيوبيا وتنصلت من عودة المفاوضات وفقا للولاية التي أطلق على أساسها المسار الإفريقي.
وقال: "هذا تصورا في غاية الخطورة لأنه يؤكد بشكل واضح عدم وجود إرادة سياسية وأن الهدف الإثيوبي هو استمرار المماطلة حتى يفرض الأمر الواقع على كل من دولتي المصب".
وانتهت مفاوضات كينشاسا بدون اتفاق بين الدول الثلاث على الآلية الرباعية التي اقترحها السودان وأيدتها مصر، وأعلنت وزيرة خارجية السودان مريم الصادق المهدي، أن بلادها طالبت الأمم المتحدة باستبدال الجنود الإثيوبيين الموجودين ببعثة "يونسفا" الأممية في منطقة آبيي الحدودية مع جنوب السودان، بجنود من جنسية أخرى.
وقالت: "ليس معقولا أن تكون هناك قوات إثيوبية في العمق الاستراتيجي السوداني في وقت تحشد فيه القوات الإثيوبية على حدود السودان الشرقية"، وأكدت أن اثيوبيا أبدت تعنتا غير مقبول في مفاوضات سد النهضة وأن قرارها بالملء التاني لسد النهضة مخالف للقانون الدولي، مشيرة إلى أن هناك مصالح كبيرة لاثيوبيا في السودان لابد أن تعمل على الحفاظ عليها.
وشددت على أن التعنت الاثيوبي يحتم على السودان التفكير في "كل الخيارات الممكنة" لحماية أمنه ومواطنيه، بما يكلفه له القانون الدولي.