مفاوضات سد النهضة الحاسمة: اجتماعات على وقع التراشق .. والرسائل

مشاركة
موقع بناء سد النهضة الإثيوبي موقع بناء سد النهضة الإثيوبي
القاهرة - دار الحياة 02:51 ص، 04 ابريل 2021

 

انطلقت في كينشاسا، عاصمة الكونغو الديمقراطية، جولة مفاوضات جديدة بخصوص سد النهضة الاثيوبي، بمشاركة مصر والسودان واثيوبيا، وسط تراشق غير مسبوق بين أطراف المفاوضات ورسائل صريحة وضمنية.

ويجتمع وزراء الخارجية والري للدول الثلاث، في كينشاسا لمدة ثلاثة أيام بدعوة من رئيس الكونغو الديمقراطية، رئيس الاتحاد الافريقي في دورته الحالية.

وأتى الاجتماع على وقع التصعيد المتبادل، فبعدما حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من نقص حصة بلاده من المياه (55.5 مليار متر مكعب من المياه). وقال: "لو تم المس بحصة مصر، سيحدث اضطراب في المنطقة، لا يمكن لأحد تصوره"، اتهمت السودان، اثيوبيا بالمراوغة من أجل تمرير الملء الثاني للسد، مشددة على أن هذا الأمر لا يمكن قبوله.

وردت اثيوبيا،  بأن شاركت مدونة وزارة الخارجية مقالا، اعتبر كاتبه أن تهديد السيسي ليس جديدا، بل هو تكرار لما فعله رؤساء مصر السابقون، مؤكدا أن أديس أبابا اعتادت استخدام القوة من قبل مصر.

وذكر المقال أن "الرئيس السيسي كان واضحًا عندما تحدث مرتين في عام 2020 عن أن الإجراءات العسكرية ضد إثيوبيا غير واردة، لذا فهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس ضد القانون الدولي بشأن التهديد باستخدام القوة".

وأضاف المقال : "ستنتظر إثيوبيا وترى بالتزامن مع الاستعداد لجميع الاحتمالات، إثيوبيا تريد من الجميع ألا يخطئوا في أن جميع الخيارات مطروحة على طاولة إثيوبيا أيضا".

من جانبه، أكدت الرئيسة الإثيوبية ساهلي وورك زودي، أن بلادها تجري الاستعدادات للمضي قدما في المرحلة الثانية من ملء سد النهضة الإثيوبي، وقالت زودي، في كلمة بمناسبة الذكرى العاشرة لبدء بناء سد النهضة، إن "إثيوبيا حرمت من الحق في تطوير مشاريع في نهر النيل، والتي تنطوي على إمكانات كبيرة لثروتها الوطنية، بسبب التحديات الداخلية والخارجية".

وأعربت عن اعتقادها بأن "التطورات في نهر النيل ستقضي على الفقر في إثيوبيا وتفيد دول المصب"، ودعت البلدان المجاورة إلى التعاون من أجل الاستخدام العادل والمعقول للموارد.

أما عن الرسائل غير المباشرة بين أطراف المفاوضات، فقد بدأت اثيوبيا في تطهير منطقة الغابات خلف السد، وهى خطوة تسبق عملية الملء الثاني محل الخلاف بين الدول الثلاث، فيما يزور اليوم الأحد رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمد فريد، للسودان، لحضور ختام تدريبات "نسور النيل – 2" الجوية المشتركة بين السودان ومصر في قاعدة في شمال السودان.

وتلك هى الزيارة الرابعة لرئيس الأركان المصري إلى السودان في غضون عدة أشهر، وكان آخرها الشهر الماضي، حيث تم التوقيع على اتفاق تعاون عسكري مشترك بين البلدين، كما تُعقد في الخرطوم في تلك الأثناء اجتماعات بين مسؤولين رفيعي المستوى في الاستخبارات العسكرية في البلدين.

كما اختتم رئيس الأركان السوداني الفريق أول ركن محمد الحسين، لتوه زيارة إلى منطقة الحدود مع اثيوبيا، التي تشهد اشتباكات متفرقة بين جيشي البلدين، وتفقد الحسين قوات بلاده، والمشاريع التنموية التي يقوم بها الجيش في المنطقة.