غزة - أسعد البيروتي
قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني حسام الدجني: إنه " يرى القائمة المشتركة الخيار الأمثل للفصائل الفلسطينية للدخول بها الانتخابات نظرًا للواقع الذي يعيشه المواطنون خلال الـ 16 عامًا من الانقسام والتي تركت أثارًا سلبية وتسبب بانقسام طال كافة المجالات ومناحي الحياة ودخول الفصائل الانتخابات منفردًا يعني استدعاء كل تلك المأساة والذكريات الأليمة في تاريخ الشعب الفلسطيني".
وأضاف الدجني خلال تصريحات لموقع "دار الحياة – واشنطن"، أن 54 % من الناخبين هم جيل الشباب الذين لم يُعاصر معظمهم ما حدث خلال العام 2007 وبالتالي يتم استحضار الماضي وتكون الدعاية ذات استقطاب كبير وستترك أثارًا سلبيًا بالوعي الجمعي لا تساهم في بناء نظام سياسي ديمقراطي، كما أن كلا الحركتين سيما لن تنجح في توفير كادر لمراقبة العملية الانتخابية بالضفة كون مصيرهم سيكون الاعتقال اما من قِبل السلطة أو الأجهزة الأمنية عقب انتهاء الانتخابات، وهو ما سيسهم في زيادة التعقيدات بالعملية الانتخابية في ظل الانقسام".
وتابع الدجني لدار الحياة: " حتى فتح بقطاع غزة، لم تُقدم أفضل ما لديها في ظل وجود حركة حماس وسيطرتها على قطاع غزة، بالإضافة إلى شفافية العملية الانتخابية فما الضامن حال ادراك فتح خسارتها بالانتخابات لصالح حماس أو تيار الاصلاح الديمقراطي الذي يترأسه محمد دحلان ولم يبقى إلا صندوق واحد ألا تُلغى الانتخابات ؟!".
وأشار الدجني، إلى أن المشهد أمام المجتمع الدولي ببناء قائمة مشتركة وحكومة وحدة وطنية ورئيس توافقي سيُمهد الطريق أمام العالم للقبول بنتائج الانتخابات أيًا كان شكلها وذلك يرجع لكيفية التعامل مع وحدة الموقف الفلسطيني ووجود تكتل بعيدًا جدلية البرامج الانتخابية وغير ذلك، حيث هناك توافق على رؤية الوفاق الوطني ومخرجات اجتماع الأمناء العامين، وهو ما يُغلق الباب أمام المشككين، لافتًا إلى أن الزاعمين بعدم الغاء الانتخابات للتعددية فالأمر على العكس تمامًا فالاستقطاب الحاد بين فتح وحماس سيُلغى التعددية لأنه لن تنجح أي قائمة للمستقلين وربما حتى "تيار دحلان" الذي سيكون المنافس الأكبر لكلاهما سيكون بنسب أقل لأنه لن يحصل إلا على الكُتلة الصلبة.
وأوضح الدجني، أن قدرة حركتي فتح وحماس على استقطاب الناخبين سيجعلنا أمام ثنائية أو على أقل تقدير ثلاثية بالتشكيل، وفي حالة كانت متعددة سيجد من سيُعاقب الجميع بالذهاب إلى المستقلين، أو قوائم اليسار، التيار، لكن التعددية ستظل أكبر بكثير من حالة الثنائية أو المشتركة ككتلة وطنية عريضة.