تركيا تتخذ قرارا غير مسبوق تقربا لمصر .. هل تستجيب القاهرة ؟

مشاركة
تركيا ومصر تركيا ومصر
أنقرة - دار الحياة 12:51 ص، 19 مارس 2021

 

في خطوة غير مسبوقة، تُعد بادرة حسن نية من تركيا تجاه مصر، قررت أنقرة وقف بث البرامج السياسية التي تستهدف مصر انطلاقا من أراضيها، وأبلغت قيادات جماعة "الإخوان المسلمين" المقيمين على أراضيها بهذا القرار، وسط تقارير عن وضع بعضهم قيد الإقامة الجبرية.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد نيته تعزيز الاتصالات مع مصر، وقال إن الشعب المصري لا يعارض تركيا، مؤكدا عزمه "تعزيز الاتصالات مع مصر ورفع مستواها في حال أفضت إلى نتائج إيجابية".

ولوحظ في الأيام الماضية نبرة ود في تصريحات المسؤولين الأتراك تجاه مصر، بعد توتر دام أكثر من 7 سنوات في العلاقات بين البلدين، إثر عزل الرئيس السابق محمد مرسي في منتصف العام 2013، وهو ما اعتبرته أنقرة "انقلابا عسكريا".

وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، حرص بلاده على استمرار العلاقة بين الشعبين المصري والتركي، مشيرا إلى أن "المواقف السياسية السلبية من الساسة الأتراك لا تعكس العلاقة بين الشعبين".

وقال: "إذا ما وجدنا هناك تغييرا في السياسة التركية تجاه مصر وعدم تدخل في الشؤون الداخلية وانتهاج سياسات إقليمية تتوافق مع السياسة المصرية، قد تكون هذه أرضية ومنطلقا للعلاقات الطبيعية".

وتتجاذب سياسات البلدين في عدة ملفات اقليمية أبرزها الملف الليبي، فضلا عن الخلافات بينهما في مسألة التعامل مع استخراج الغاز في منطقة شرق المتوسط.

ويعتبر ملف استضافة تركيا لمعارضين مصريين من أبرز نقاط الخلاف بين البلدين.

وصدرت تعليمات تركية بوقف برامج الإخوان على المنصات والفضائيات التي تبث من اسطنبول، وألزمت أنقرة الإخوان على أراضيها، بعدم انتقاد القاهرة تمهيدا للتقارب مع مصر، ما أثار اضطرابا وتخبطا وسط هؤلاء المعارضين عبروا عنه على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال سامي كمال الدين، وهو إعلامي كان يعمل في قناة "الشرق"، الموالية لجماعة الإخوان، التي حجبت بعض برامجها الليلة، إن السلطات التركية أبلغت العاملين في القنوات المذكورة بتلك التعليمات وحذرت المخالفين.

كما أكدت غادة نجيب زوجة الممثل المصري هشام عبد الله، وهما هاربان في تركيا، أن السلطات طلبت من القنوات الفضائية وقف البرامج السياسية على خلفية المصالحة مع مصر.

وقال عاصم عبد الماجد القيادي السابق بالجماعة الإسلامية والهارب إلى تركيا، في تدوينة عبر فيسبوك، : "لا تلوموا تركيا بل لوموا أنفسكم".

واعتبر أن على قيادات الجماعة لوم من استضافهم أردوغان فأعلنوا ولاءهم لحزب "السعادات"، وهو ممثل الإخوان في تركيا، رغم علمهم بأن هذا الحزب يتآمر علانية ضد الرئيس التركي ليل نهار. وطالب عبد الماجد قادة الإخوان، بأن يتبرؤوا علانية من خيانتهم، زاعماً أن عليهم الاعتذار للرئيس التركي عن "الخيانة"، لأن صلاتهم بحزب "السعادات" ضايقت الحكومة والمخابرات في تركيا.