بعد شهور قليلة يكون قد مر عقدان على أحداث 11 سبتمبر، التي أعادت صياغة السياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط، فيما يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى إنهاء أطول حرب للولايات المتحدة، والتي تُعرف باسم "الحرب الأبدية"، في أفغانستان.
وقالت مجلة "فورين بولسي" العريقة الأميركية، في تقرير، إن مساعي بايدن وكبار المسؤولين السياسيين لإنهاء تلك الحرب، تواجه معارضة شديدة من مسؤولين في القوات المسلحة الأميركية والمخابرات يخشون من أن الإقدام على ذلك "سابق لأوانه".
وقالت المجلة الأميركية، إن الأمر ليس مجرد رغبة بايدن في الخروج من أفغانستان أو رغبته في إغلاق معتقل غوانتانامو بشكل نهائي، بل يتعلق بما إذا كانت "القاعدة" وفروعها، التي كانت سببا في "الحرب على الإرهاب"، لا تزال تشكل تهديدا استراتيجيا للولايات المتحدة.
وأشارت "فورين بولسي"، إلى أن بايدن، مثله مثل كبار مساعديه، بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكين، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، عازمون على إغلاق أكبر قدر ممكن من هذا الفصل الممتد لعقدين من الزمن والوفاء بتعهدات الرئيس الانتخابية، ولكن بعض قادة الجيش والاستخبارات الأميركية يقاومون بعض هذه التحركات.
ويجادل البعض بأن الانسحاب السريع من أفغانستان والشرق الأوسط من شأنه أن يترك بايدن عرضة لنفس الانتقادات التي تعرض لها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عندما انسحب من العراق في عام 2011، وهو ما فتح الباب أمام صعود تنظيم داعش.
وأقر مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، بوجود نقاش "صارم" داخل الإدارة حول كيفية إنهاء هذه "الحروب إلى الأبد"، لكنه قال: "لم نصل بعد إلى نقطة التحول هذه، التي تمكن من الانتهاء الكامل من هذه الحروب، حيث لا تزال هناك تهديدات إرهابية كبيرة للوطن ولمصالحنا في الخارج". ونفى أن يكون هناك خلاف كبير بين السياسيين والمسؤولين العسكريين والمخابرات.
ويخشى بعض المسؤولين المخضرمين من أن الانسحاب المبكر من أفغانستان يمكن أن يترك الولايات المتحدة تعود إلى حيث بدأت، مهددة من قبل دولة تسيطر عليها حركة طالبان حليفة تنظيم القاعدة.
واعتبر المستشار العام السابق للبنتاغون ووزير الأمن الداخلي جيه جونسون، أن "الحرب على الإرهاب" قد انتهت، وقال: "أعتقد أن الصراع المسلح الذي أجازه الكونجرس عام 2001، فيما يتعلق بالقاعدة، قد انتهى قانونا وعمليا. لقد تم تدمير "القاعدة" بشكل فعال، كما أن قدرتها على شن هجوم استراتيجي ضد الولايات المتحدة مثل تلك التي حدثت في عام 2001 قد تدهورت بشكل كبير".
وأكد جونسون أن التهديد من الإرهاب لم ينته بعد، لكن "القاعدة" نفسها انشقت وانتشرت، وقد لا تشكل المنظمات الإرهابية الأخرى تهديدا للوطن بعد الآن.
واعتبر أن الثلاثة تنظيمات الكبيرة، وهي الدولة الإسلامية، والقاعدة في شبه الجزيرة العربية، وحركة الشباب تم القضاء عليها جميعًا بسبب الهجمات الأميركية.