كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معلومات مثيرة عن الجاسوس إيلي كوهين، الذي أُعدم في دمشق منذ 55 عاماً، وعن تفاصيل ما دار بينه وبين السلطات المصرية، إبان اقتحام مقر السفارة الإسرائيلية في القاهرة في سبتمبر من العام 2011.
وبدا أن نتنياهو، الذي كان يتحدث عبر "فيسبوك" مع أنصاره، يسعى للترويج لسياساته قبل أيام من أجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة، التي بدأت البعثات الدبلوماسية في الخارج التصويت فيها.
وكشف نتنياهو تفاصيل جديدة عن واقعة اقتحام مبنى السفارة الإسرائيلية في القاهرة أثناء أحداث عام 2011،و كانت الرقابة العسكرية الإسرائيلية منعت في الماضي نشرها.
وقال نتنياهو: "لقد تحدثت مع السلطات المصرية وقلت لهم إنني سأرسل مروحتين. أرسلتهما دون أن أخبر المصريين بأن المروحيتين ستهبطان في المطار، فظنوا أن المروحتين ستهبطان في سطح العمارة حيث مقر السفارة. وعندها فقط أرسلوا مجموعة من القوات المصرية الخاصة."
واقتحم آلاف المصريين السفارة الإسرائيلية في القاهرة في سبتمبر من العام 2011، وتم إجلاء أفراد السفارة الإسرائيلية الذين كانوا في غرفة محصنة داخل المبنى أثناء الهجوم، من قبل وحدة كوماندوز مصرية، بعد تدخل شخصي من الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ووزير الدفاع الأمريكي حينها ليون بانيتا.
وفي محاولة من نتنياهو لكسب التأييد في الانتخابات، أكد أن حكومته تبذل جهودا حثيثة للعثور على رفات الجاسوس إيلي كوهين، الذي اُعتبر بطلٌ قوميٌ في إسرائيل منذ أعدمته السلطات السورية شنقاً في ساحة المرجة في دمشق عام 1965، بعدما نجح في اختراق أعلى مستويات النظام السوري.
وكانت إسرائيل أعلنت في عام 2018، أنّها استعادت ساعة اليد الخاصة بكوهين، والتي كانت جزءا من "هويته العربية الزائفة"، وذلك خلال "عملية خاصة نفذها الموساد في دولة عدوة".
وفي الأسابيع الأخيرة، تحدثت تقارير صحفية عن أن إسرائيل تُجري مفاوضات مع روسيا، حليفة النظام السوري، من أجل استعادة أغراض شخصية أخرى لكوهين، أو حتى رفاته.
ونقلت تقارير عن نتنياهو قوله: "أنا مصمم على أن أعيد إلى الوطن جميع جنودنا الذين سقطوا في الميدان (...) لقد أعدنا رفات زخاري باوميل من خلال اتصالاتي المميّزة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. نحن نواصل العمل المتعلّق بإيلي كوهين، ولن نكفّ عن البحث عنه، ولا أقول إنّنا نفعل ذلك بواسطة روسيا."
وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت في أبريل من العام 2019، قبل أقل من أسبوع من الانتخابات المبكرة، التي سمحت لنتنياهو بالبقاء في السلطة، استعادة رفات الجندي بومل الذي كان مفقودا منذ عام 1982، وقال بوتين يومها:" إن الجيشين الروسي والسوري عثرا على الرفات."
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال:" إن القوات الروسية عملت خلال شهر فبراير الماضي على نبش قبور في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوب دمشق، بحثاً عن رفاتات جنديين إسرائيليين والجاسوس الشهير إيلي كوهين."
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أن القوات الروسية "أخذت عيّنات من رفاتات تم استخراجها لإجراء فحوصات الحمض النووي والتحقّق من هويات أصحابها".
ونقلت تقارير عن مسؤول كبير في فصيل فلسطيني مقرّه في دمشق، قوله إنه "من المؤكّد أنّ رفات إيلي كوهين ليس في المخيّم. نقل إلى مكان آمن".
من جهة أخرى، قال نتنياهو: "نحن نتخذ خطوات واسعة ونوسع الدائرة لمنع إيران من الوصول لأهدافها"، موضحا أن الجيش الإسرائيلي يهدف إلى منع التموضع الإيراني في سوريا.
وأضاف: "إن حاولت (إيران) مهاجمتنا سنهجم عليها أو سنسبقها بالهجوم. إيران جهدها الأساسي وعدوانها الأساسي موجه من أجل تطوير قواعد ضدنا وهناك قواعد عسكرية إيرانية في سوريا موجه ضدنا".
وقال: "أوعزت للجيش الإسرائيلي أن يمنع بكل ثمن التموضع الإيراني في سوريا وأنتم ترون أننا كل بضعة أيام نقصف في سوريا."
وشدد على أن إسرائيل تركز على "عدم حصول إيران على السلاح النووي". وقال: "أرسلت الموساد إلى وسط طهران لجلب أسرار الملف النووي الإيراني وعرضه على العالم لنرى ما هي الخطط السرية لإيران في هذا السياق، وقمنا بأمور أخرى لن أقوم بالإفصاح عنها. وبدوري كرئيس للحكومة الإسرائيلية أنا ملتزم بمنع إيران من الوصول إلى السلاح النووي لتهدد محيطها والدولة اليهودية".
في غضون ذلك، بدأت عملية الاقتراع للانتخابات الإسرائيلية في البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في نيوزيلندا، وسيتمكن الموظفون في البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم، حب التوقيت المحلي لكل دولة، من الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المبكرة، المقررة في 23 مارس الجاري.
وسيتم الاقتراع في 104 مراكز انتخابية في نحو 100 مكتب دبلوماسي لإسرائيل في الخارج، وستكون البعثات الدبلوماسية في الساحل الغربي للولايات المتحدة في سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس آخر من يشارك في عملية التصويت.
وسيدلي بأصواتهم هذا العام ولأول مرة في تاريخ إسرائيل، مبعوثو إسرائيل في البعثات الدبلوماسية الجديدة في كل من المغرب والبحرين والإمارات العربية المتحدة.
وحسب القوانين الإسرائيلية، لا يُسمح للمواطنين الإسرائيليين بالتصويت في الانتخابات إلا إذا كانوا موجودين فعليًا في إسرائيل، لكن الدبلوماسيين وعائلاتهم مستثنون من ذلك.