العلاقات المصرية - السعودية  : ماذا يجري تحت السطح ؟

مشاركة
الرئيس السيسي والملك سلمان الرئيس السيسي والملك سلمان
القاهرة - دار الحياة 12:55 ص، 10 مارس 2021

يبدو أن ما يظهر فيما يخص العلاقات بين القاهرة والرياض، هو قمة جبل الجليد، فيما بقية الجبل يختفي عن أعين الناظرين، فمنذ إتمام المصالحة العربية مع قطر، لُوحظت أمور غير معهودة بين القاهرة والرياض.

ويبدو أن القاهرة لم تكن متحمسة للمصالحة التي قادتها الرياض، حيث ظلَت قناة "الجزيرة" القطرية تُهاجم النظام  المصري، رغم إعلان المصالحة في قمة "العلا" التي استضافتها المملكة العربية السعودية، بعد شهور من المفاوضات مثلت فيها السعودية دول الرباعي.

وأفادت تقارير، بأن التفاهمات التي تم على أساسها إعلان المصالحة، من بينها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومن بينها تغيير سياسيات "الجزيرة" في تغطية الشؤن الداخلية لدول الرباعي، وبعدها حدث اختلاف دراماتيكي في تغطية "الجزيرة" للشأن السعودي، فيما لم تغير سياساتها في تغطية الشأن المصري.

واستضافت القاهرة قبل أيام، أول لقاء ثنائي بين وزيري خارجية مصر ‫سامح شكري، وقطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، منذ سنوات، وذلك على هامش الاجتماعات الوزارية لجامعة الدول العربية، أظهرت الصور الملتقطة له فتوراً لدى الوزيرين.

وفاجئ وزير الدولة للشؤون الافريقية السعودي أحمد قطان، الذي عمل على مدار سنوات في مصر، الأوساط السياسية بحوار إعلامي قبل أيام تحدث فيه عن أمور داخلية مصرية، بأسلوب ربما ليس معهوداً، علماً بأنه من غير الوارد أن يتحدث وزير سعودي عن أمور تخص مصر، من دون إيعاز من مستويات عليا في المملكة.

وطعن قطان بشكلٍ واضحٍ في نزاهة إعلان فوز الرئيس الراحل محمد مرسي بمنصب الرئاسة، وقال إن منافسه الفريق أحمد شفيق هو من فاز بالرئاسة، لكن السفيرة الأمريكية ضغطت من أجل إعلان فوز مرسي، علماً بأن الجيش كان يُدير البلاد في تلك الحقبة، وأفصح عن تفاصيل تخص علاقة المملكة في تلك الحقبة بقادة الجيش المصري.

كما أعاد إلى الذاكرة تنازل مصر عن ملكية جزيرتي تيران وصنافير للملكة، وتدخل ولي العهد محمد بن سلمان "القوي" في هذا الملف، ودور الرئيس عبد الفتاح السيسي في تلك الاتفاقية.

كل تلك الأمور غالباً لا تتبعها الدبلوماسية السعودية الكلاسيكية، التي لم تعتد كشف أسرار العلاقات مع الدول والحكومات.

في المقابل، لُوحظ تصعيدٌ رسميٌ مصريٌ في قضية مقتل مواطن مصري في الرياض، بعدما أطلق سعودي الرصاص نحوه فأرداه قتيلاً وأصاب ابن شقيقه، بسبب خلاف على تكلفة نقل بضائع.

وأصدرت وزارة الخارجية بيانين في غضون 3 أيام حول تلك القضية، أحدهما أعرب عن الأسف الشديد إزاء هذا الحادث، فيما أصدرت وزيرة الهجرة نبيلة مكرم بياناً منفصلاً دانت فيه الواقعة.

ورغم اهتمام القاهرة في الآونة الأخيرة بقضايا مواطنيها في الخارج، لكنها دأبت على معالجة مثل هذه القضايا مع حلفائها في الغرف المغلقة، وتسعى لتهدئة الرأي العام.

وآخر ما يبدو أنه يعتري العلاقات، ما كشف عنه المتحدث الرسمي لوزارة القوى العاملة في مصر هيثم سعد الدين، عن قيام وزارة العمل السعودية باتخاذ إجراءات جديدة عند استقدام العمالة المصرية والوافدة خلال الفترة القادمة.

وقال سعد الدين:" إن مكتب التمثيل العمالي في الرياض أفاد الوزارة بأن من بين الإجراءات والشروط  الجديدة التي ستتخذها إدارة الموارد البشرية بوزارة العمل السعودية،  إطلاق برنامج الفحص المهني، حيث ستقوم الجهة المختصة بفحص ملف العامل الوافد والمستقدم مهنياً من خلال إجراء اختبارات وورش عمل تدريبية يجب عليه ان يجتازها ويحصل على شهادة مهنية تفيد بكفاءته واستحقاقه دخول سوق العمل السعودي."

جدير بالذكر أن عدد العمالة المصرية بالمملكة العربية السعودية، يبلغ مليونين و500 ألف عامل يعملون في تخصصات مختلفة، حيث تحتل السعودية  المرتبة الأولى، من بين دول الخليج التي تفد إليها العمالة المصرية، وتأتي في المرتبة الثانية الإمارات وتستقبل أكثر من مليون عامل مصري، ثم الكويت في المرتبة الثالثة بنحو 700 ألف عامل.