توقع السودان انخفاض منسوب المياه الواردة من النيل الأزرق، بدءاً من شهر أبريل (نيسان) المقبل، حيث أكدت وزارة الري السودانية أنها تتحسب لكل السيناريوهات المحتملة جراء الملء الأحادي لسد النهضة فى يوليو المقبل، عبر تعديل في نظم تفريغ وملء خزانات السدود السودانية.
ونبهت وزارة الري المزارعين والرعاة ومحطات مياه الشرب ومشروعات الري وكل مستخدمي المياه والمواطنين عامة، إلى ترجيحاتها انخفاض كميات المياه الواردة من النيل الأزرق بدءاً من الشهر المقبل، ما سيؤثر على مساحات الجروف المروية وعلى مداخل محطات مياه الشرب وطلمبات الري.
وتوقعت تقليص مساحات الجروف والمراعي، وقلة كميات المياه وانخفاض المناسيب وتقليص مساحة الجروف المزروعة، مطالبة الجميع بإتخاذ الاحتياطات اللازمة وفقاً لتلك التوقعات.
في غضون ذلك، قالت مريم الصاد المهدي وزيرة خارجية السودان:" إن بلادها ومصر من حقهما اللجوء إلى "خيارات أخرى"، إذا أصرت إثيوبيا على موقفها بخصوص ملء سد النهضة."
وأضافت المهدي، في حوار مع جريدة "الشرق الأوسط":" أن هناك تنسيقا بين السودان ومصر في ملف سد النهضة، وأن لدى البلدين خيارات أخرى، إذا أصرت إثيوبيا على الملء الأحادي."
وشددت على ضرورة الوصول إلى "صيغة تعاون مشترك بين دولة المنبع ودولتي المصب، وأكدت حق الجميع في الاستفادة من النهر، وعلى رفض بلادها ومصر أي تصرفات أحادية من إثيوبيا.
وعن التقارب الكبير بين بلادها ومصر، أكدت وزيرة الخارجية السودانية أن البلدين جرّبا التخلي عن بعضهما، وجرّبا محاولات الهيمنة والتدخل في شؤون بعضهما، دون أن يفضي ذلك إلى النجاح في كلا البلدين، مشيرة إلى أن جملة المعطيات وفرت إرادة سياسية تنطلق من هذا الوعي.
وقالت: "نحن بكامل الموضوعية والواقعية، نعرف حاجتنا لبعضنا، ونريد للعلاقة أن تتطور بإرادة كل منا، وليس بأن يفرض أحدنا على الآخر مستوى أعلى من العلاقة، ما يجعل الإرث الكبير من الاتفاقات السابقة يمكن أن يتحرك بصورة غير مسبوقة، لتوفر هذه النظرة الواقعية الموضوعية لأهمية العلاقة ولضرورتها لاستقرار الأوضاع اليوم، ولرفاه الشعوب في المستقبل".
وأوضحت أن الخرطوم والقاهرة اتفقتا على تنسيق مواقفهما وعلى تحرك دبلوماسي أفريقي موسع، لشرح خطورة الملء الأحادي للسد للقادة الأفارقة، ومخاطر التصرفات الفردية التي تقوم بها إثيوبيا، وفي الوقت ذاته يكون هناك تحرك مع المجتمع الدولي، خاصة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وأمريكا.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد عقب مباحثات في الخرطوم أمس مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، والنائب الأول لرئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، أن بلاده تؤيد مقترح السودان بتولي لجنة رباعية يقودها الاتحاد الافريقي، وتضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عملية الوساطة في مفاوضات سد النهضة.