رسائل عدة حملتها زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى السودان، أمس والتي استمرت عدة ساعات، التقى خلالها رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، والنائب الأول لرئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، وهم أكبر 3 مسؤولين في السودان، والأكثر تأثيرا.
الزيارة ركزت بشكل أساسي على مسألة سد النهضة الاثيوبي، وأيضا التوتر الحدودي بين السودان واثيوبيا، والمواجهات على الحدود الشرقية للسودان بين جيشي البلدين، فضلا عن مناقشة ترقية العلاقات الثنائية والتابدل التجاري.
تصريحات السيسي، في المؤتمر الصحفي مع البرهان، في ختام الزيارة، أطلقت رسائل عدة لأثيوبيا بعضها اضح، وأخرى ضمنية، فالرئيس المصري، أكد أن مصر والسودان لن يقبلا فرض الأمر الواقع فيما يخص سد النهضة، مشددا على حتمية العودة إلى عملية تفاوضية جادة حول ملء وتشغيل السد، قبل الملء الثاني المزمع في يوليو المقبل.
أيضا أعلن الرئيس المصري أن بلاده تؤيد مقترح السودان بتولي لجنة رباعية يقودها الاتحاد الافريقي، وتضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عملية الوساطة في مفاوضات سد النهضة.
أما مسألة الصراع الحدودي بين السودان واثيوبيا، والذي لم يأت على ذكره صراحة في المؤتمر الصحفي، فإنه حضر في تأكيد السيسي على أن مصر ستدعم السودان في كل الملفات "وبلا استثناء"، علما بأن تلك الإشارة التي لا تخفى على فطن، تأتي بعد توقيع مصر والسودان اتفاقا عسكريا في الخرطوم قبل أيام.
ومن المقرر، أن تظهر نتائج الزيارة في حملة دبلوماسية نشطة تطلقها مصر والسودان من أجل إجبار اثيوبيا على قبول الوساطة الرباعية في مفاوضات سد النهضة، علما بأنها كانت أعلنت رفض تدويل الملف، وسيعهد للسودان بالترويج لوجهة النظر المصرية السودانية، في مؤسسات الاتحاد الافريقي والمنظمات الافريقية الاقليمية، لما للسودان من مصداقية في تلك المؤسسات، فيما ستتولى مصر تسويق الرؤية المشتركة، التي أعلن التوصل إليها في ختام مباحثات السيسي في الخرطوم أمس، في أوروبا، ولدى الدوائر الأمريكية.