اقترح السودان وساطة رباعية في مفاوضات سد النهضة، بديلا عن رعاية الاتحاد الافريقي وحده للمفاوضات بين السودان ومصر واثيوبيا، وهى المفاوضات التي تعثرت منذ فترة، بانتظار حدوث اختراق في الملف، في وقد تعهد وزير الدولة السعودي للشؤون الافريقية أحمد قطان، أن تبذل بلاده جهودا لإنهاء هذا الملف الشائك.
وعقدت اللجنة العليا لسد النهضة الإثيوبي اجتماعا، اليوم الاربعاء، برئاسة رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبد الله حمدوك، وحضور عدد من الوزراء، والمسؤولين الأمنيين، وسفير السودان لدى إثيوبيا جمال الشيخ، الذي قالت وسائل إعلام إنه تم استدعاؤه من أديس أبابا.
وناقش الاجتماع جمود المفاوضات وانتقال رئاسة الاتحاد الافريقي من دولة جنوب افريقيا، إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومقترح السودان الداعي لتعضيد المسار الإفريقي بتحويله لمسار رباعي يُمثّل فيه الاتحاد الافريقي، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأمريكية، على أن تلعب الأطراف الأربعة دور وساطة وتسهيل في المفاوضات بدلا عن الاكتفاء بدور المراقبين.
وناقش الاجتماع التصريحات الإثيوبية المتكررة حول عزمها الأحادي على البدء في الملء الثاني للسد في يوليو القادم دون التوصل لاتفاق حول تبادل المعلومات، مما يشكل تهديداً مباشراً لسد الروصيرص وبالتالي على منظومات الري وتوليد الكهرباء ومحطات مياه الشرب، الأمر الذي يشكل تهديداً للأمن القومي السوداني.
كما ناقش الاجتماع التحوطات اللازمة التي اتخذتها الأجهزة والمؤسسات الوطنية المختلفة للحد من الآثار السلبية المتوقعة على شبكات الري والتوليد الكهربائي نتيجة الملء الأحادي للسد للسنة الثانية.
وأيد الاجتماع مقترح فريق التفاوض بالمضي قدما في التواصل مع الأطراف الدولية الأربعة لشرح فكرة الوساطة الدولية الرباعية حول سد النهضة.
في غضون ذلك، أكد وزير الدولة السعودي أحمد قطان، أن المملكة العربية السعودية تقف بقوة مع الأمن المائي للدول العربية، موضحا أن المملكة تسعى إلى إنهاء ملف "سد النهضة" بالشكل الذي يضمن حقوق الدول الثلاث، وعلى مواصلة المساعي الحميدة لإنهاء هذا الملف الهام والشائك.
والتقى قطان في الخرطوم مع كل من رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك، ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ونائبه الأول محمد حمدان دقلو، ووزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي.
وقال قطان، إنه التقى بتكليف من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مع كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء اثيوبيا آبي أحمد، من أجل حل هذا الملف، لافتا إلى أن الرياض ستواصل مساعيها.