يمكن استشراف أولويات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الخارجية، من خلال المحادثات الهاتفية الأولى التي أجراها وزير خارجيته أنتوني بلينكن، الذي حرص على الاتصال أولا بوزير خارجية إسرائيل غابي اشكنازي، ليؤكد له التزام الولايات المتحدة الراسخ بأمن إسرائيل، كما اتصل بنظيره الألماني هيكو ماس، لما لبرلين من ثقل في الاتحاد الأوروبي، وفيه تم التأكيد على الحاجة الماسة للعمل المنسق من أجل التغلب على التحديات العالمية، ولما لبريطانيا من ثقل في القارة الأوروبية، حتى بعد مغادرتها الاتحاد، اتصل بلينكن بنظيره البريطاني دومينيك راب.
أما في الشرق الأوسط، ظهر الاهتمام بالعراق، التي تحظى بتواجد أمريكي عسكري، فاتصل الوزير الأمريكي بنظيره العراقي فؤاد حسين، حيث ناقش الوزيران متابعة الحوار الاستراتيجي بين البلدين، وأكدا مجددا المبادئ التي اتفق عليها الجانبان في اتفاقية الإطار الاستراتيجي. وشجّع الوزير بلينكين وزيرَ الخارجية والحكومة العراقية على مواصلة الجهود لتلبية مطالب الشعب العراقي من أجل دولة أكثر إنصافا وعدلا، معربا عن دعمه لإجراء انتخابات مبكرة مقترحة هذا العام. وتعهد الوزير بلينكن بمواصلة العمل على مساعدة العراق على تنفيذ إصلاحات اقتصادية أساسية، وتعزيز العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والعراق لما فيه صالح البلدين.
وقطعا تحظى أفغانستان بموقع متميز في قائمة أولويات الإدارة الأمريكية، لذا اتصل بلينكن بالرئيس الأفغاني أشرف غني، وأكد التزام الولايات المتحدة بشراكة أمريكية أفغانية دائمة، والدعم الدبلوماسي القوي لعملية السلام التي تركز على مساعدة أطراف النزاع على تحقيق تسوية سياسية دائمة وعادلة ووقف دائم وشامل لإطلاق النار يستفيد منه جميع الأفغان.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تراجع اتفاق فبراير 2020 بين الولايات المتحدة وطالبان وتتأكد مما إذا كانت طالبان تفي بالتزاماتها بقطع علاقاتها مع الجماعات الإرهابية وتقليل العنف في أفغانستان والدخول في مفاوضات هادفة مع الحكومة الأفغانية وغيرها من أصحاب المصلحة. وأكد وزير الخارجية التزامه بالتشاور مع حكومة أفغانستان وحلفاء الناتو والشركاء الدوليين فيما يتعلق باستراتيجية جماعية لدعم مستقبل مستقرّ وسيادي وديمقراطي وآمن لأفغانستان.
ولم تغب عملية السلام عن مباحثات بلينكن الأولى، فاتصل بوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وأعرب له عن الامتنان للقيادة الأردنية في مجال تعزيز السلام والاستقرار الإقليميين، وناقش الوزيران عدة مسائل ذات اهتمام مشترك وأعادا التأكيد على أهمية الشراكة الثنائية العميقة بين البلدين.
كما حظت القارة السمراء بمرتبة على سلم الأولويات، فاتصل الوزير بلينكن مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي، حيث ناقشا الشراكة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي لتعزيز المؤسسات الديمقراطية، وتقوية السلام والأمن الدائمين، ودفع النمو الاقتصادي والتجارة والاستثمار، وتعزيز الأمن الصحي.
