"الشفتة الإثيوبية" .. عصابات أم ميليشيا مدعومة حكومياً ؟

مشاركة
القائد العام للقوات المسلحة السودانية يتفقد الحدود مع اثيوبيا القائد العام للقوات المسلحة السودانية يتفقد الحدود مع اثيوبيا
الخرطوم - دار الحياة 07:27 م، 16 يناير 2021

تترقب الأوساط السياسية في منطقة القرن الافريقي، في هذه الآونة، مصير الاضطرابات العسكرية الجارية على الحدود بين السودان وإثيوبيا، إثر اعتداءات في منطقة الفشقة نُسبت لـ "عصابات الشفتة"، قُتل فيها جندي سوداني، ثم توالت التجاوزات، التي راح ضحيتها مدنيون وعسكريون، مع اتخاذ السلطات السودانية، قراراً بانتشار الجيش في منطقة الفشقة، التي كان انسحب منها قبل سنوات، مُفسحاً المجال لآلاف المزارعين للاستيطان فيها.

وتعهد السودان بعدم إخلاء المناطق التي انتشر فيها جيشه، وطالب اثيوبيا بالانسحاب من نقطتين أخيرتين على الحدود بين البلدين، محذراً من أنه لا يريد خوض حرب لاسترداد أرضه، لكنه لو اضطر لخوضها سيفعل.

وبعيداً عن تطورات التوتر بين البلدين، فإن عصابات "الشفتة" الاثيوبية، تُعتبر العنوان الأبرز لتلك التوترات، فما هى عصابات الشفتة؟

وتقول السودان:" إن أراضي منطقة الفشقة المتاخمة للحدود مع اثيوبيا، استوطن فيها آلاف الاثيوبيين، بعد انسحاب الجيش السوداني منها قبل ربع قرن لأسباب الحرب في جنوب السودان حينها، وبعدها تلقى المزارعون دعماً وحماية من ميليشيا الشفتة، من أجل التمدد والتوسع في تلك الأراضي، ترافقت مع اعتداءات على المزارعين السودانيين، بهدف ترويعهم من أجل إخلاء الأراضي أمام الاثيوبيين.

والفشقة من أخصب الأراضي الزراعية في القارة الافريقية، نظراً لوقوعها بين نهرين، فضلاً عن انبساط مئات آلاف الأفدنة الزراعية، ما يُسهل زراعتها، لذلك يُتوقع ألا تتنازل اثيوبيا عن تلك الأراضي بسهولة، رغم أن اتفاق ترسيم الحدود الموقع بين البلدين في العام 1902، تؤكد أن تلك الأراضي تتبع السودان.

ومصطلح "الشفتة" يستخدم في شرق إفريقيا، للإشارة إلى المتمردين أو المسلحين أو اللصوص.

لكن هل فعلا تلك العصابات ميليشيا منفلتة خارجة عن سيطرة الحكومة، أم أنها مدعومة من حكومة أديس أبابا؟

أكد أكثر من مسؤول سوداني في الأيام الأخيرة، أن الاثيوبيين طالما قالوا إن "الشفتة"، التي تعتدي على القوات والمزارعين السودانيين، ميليشيا منفلتة لا سيطرة للحكومة الاثيوبية عليها، لكن في الفترة الماضية، أظهر تسليح تلك الميليشيا، وهجماتها، أنها تتلقى دعماً حكومياً، فيما نسبت القوات المسلحة السودانية في أكثر من بيان، الاعتداءات الاثيوبية إلى قوات الجيش أو الميليشيا المدعومة من الجيش.

وقال رئيس مفوضية الحدود السودانية معاذ تنقو:" إن الاثيوبيين قالوا إن المسلحين ميليشيا منفلتة، إلى أن اكتشفنا أنه لا وجود لتلك الميليشيا، وما هم إلا قوات إثيوبية"، فيما رد الناطق الرسمي باسم مجلس السيادة السوداني محمد الفكي، على الحديث عن أن المسلحين على منطقة الحدود، ميليشيا منفلتة، بأنه "لو كان هذا صحيحاً، فلما الغضب في أديس أبابا، فإن كانوا ميليشيا مسلحة، فإن الجيش السوداني لجمها، واستعاد أرضه، وأمن الحدود مع اثيوبيا من تلك الميليشيا."