جارد كوشنر (40 سنة) زوج ابنة الرئيس الامريكي ومستشاره للشرق الأوسط، هو مهندس اتفاقي السلام الإسرائيلي مع الامارات ثم البحرين.. او بالأحرى "المقاول" باعتبار أن عميدي عائلة ترمب وعائلة كوشنر مقاولو عقارات.
جارد الذي تزوج ايفانكا ابنة الرئيس وجعلها تعتنق الديانة اليهودية، من الأرثوذكس الملتزمين، ولم ينضم للحزب الجمهوري الا منذ عامين بينما كان منتميا للحزب الديمقراطي منذ نشأته حتى تولى أوباما الرئاسة اول 2009.
أثار تعيينه كبير مستشاري الرئيس ترمب في المكتب الملاصق للمكتب البيضاوي جدلا واعتراضات قانونية باعتباره مخالفا لقانون منع المحسوبية لعام 1967 الذي يمنع تعيين المسئولين الحكوميين أقاربهم (بمن فيهم اصهارهم) في وظائف حكومية، وكان القانون تصحيحا لعدم تكرار تعيين الرئيس جون كينيدي شقيقه روبرت كينيدي وزيرا للعدل عام 1961 (كلاهما اغتيل لاحقا). لكن وزارة العدل التابعة لترمب ردت بأن وظائف البيت الأبيض ليست "حكومية" حتى ينطبق عليها القانون!
في كتابه الجديد "السخط" يقول بوب وودورد (الذي كشف فضيحة ووترجيت، وأجرى 17 مقابلة مع ترمب لكتابه الجديد) إن خلافات كوشنر مع ركس تيلرسون وزير الخارجية السابق لترمب، والذي كان ينسق مع وزير الدفاع جيمس ماتيس، المُقال بالمثل، كانت حول السياسة الامريكية في الشرق الاوسط وسبل تسوية الصراع العربي الإسرائيلي. قال تلرسون إن كوشنر قدم اربع تصورات لأشكال تسوية السلام مع إسرائيل والتي يجب فرضها على الفلسطينيين والعرب من خلال إدارة ترمب، ومن خلال إعطائهم منافع اقتصادية واموالا.. ولكن ضم الاراضي.. وأصر كوشنر على وضع شرط ضم اسرائيل لغور نهر الاردن، اي اغلب الضفة الغربية، وحين حذفها تلرسون من المقترحات وقال له إن هؤلاء لا يريدون أموالك بل ارضهم، ظل يحاول.. كما أثارت تلرسون علاقة كوشنر مع ناتنياهو، ثم اعاد كوشنر اقتراح ضم الاراضي لاحقا، فيما أسماه بصفقة القرن بعد إبعاد ترمب لوزيري الخارجية والدفاع المختلفين معه.
وظل تلرسون على موقفه الذي قاله لكوشنر، وهو انه لا جدوى من المنافع والأموال التي تلوح بها. وكما قال للصحفي بوب ودورد بأنهم قد يأخذون المال والمنافع منك دون ان تحل بها المشكلة او تحقق السلام.. وسترجع المشاكل مرة اخرى اليك بعد خمس سنوات.
الكتاب Rage يصدر في الأسواق الثلاثاء، يوم التوقيع في البيت الابيض على اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي، بحضور وزير خارجية البحرين.
ونشر مقاطع منه موقع Jewish Insider ويشمل فقرة عن مونتاج لشريط فيديو قدمه نتنياهو لترمب للإيقاع بينه وبين محمود عباس، ليلة لقائهما، ليظهر بالفيديو عباس يصدر فيه أوامر بقتل اسرائيليين، وبالتالي اهان ترمب الرئيس الفلسطيني في الاجتماع واصفا إياه بالكاذب والقاتل، وقطع فورا كل المساعدات الأمريكية للفلسطينيين.
* إعلامي مصري
** جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "دار الحياة"
