ربما تكون زيارة الرئيس الاريتري اسياسي أفورقي إلى القاهرة، اليوم الاثنين، للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي غير معتادة.
أفورقي يرافقه وفد رفيع المستوى يضم وزير الخارجية عثمان صالح ومستشار الرئيس يماني قبرآب.
وقال وزير الإعلام الإريتري يماني قبرمسقل، في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر"، إنه من المتوقع أن تتناول الزيارة الخلافات الاثيوبية - المصرية حول سد النهضة.
وتأتي الزيارة في أعقاب زيارتين لأفورقي في آيار / مايو الماضي إلى إثيوبيا ولقاء رئيس الوزراء آبي أحمد، وإلى السودان قبل أيام التقى خلالها رئيسي مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
اريتريا الدولة الصغيرة في منطقة القرن الافريقي يُنظر إلى علاقاتها مع كل من كمصر وإثيوبيا من منظور خاص، لذلك ربما يكون دورها مؤثرا في حل الخلافات بين الدولتين، حيث احتفظ نظام أفورقي بعلاقات مميزة وخاصة جدا مع القاهرة منذ عقود، وهو واحد من أقرب الزعماء الأفارقة إلى النظام المصري.
أما بالنسبة لاثيوبيا، فاريتريا تعتبر المنفذ الوحيد للدولة الحبيسة على البحر الأحمر، فضلا عن أن أديس أبابا تسعى لترسيخ تطبيع العلاقات بين البلدين، بعد حرب دامية بينهما وعداء استمر سنوات بسبب نزاع حدودي، قبل توقيع اتفاق سلام بينهما في العام 2018.
وبالنظر إلى استراتيجية موقع اريتريا في منطقة القرن الافريقي، فقد تكون رقما مهما في حسابات الدولتين في حال تفاقمت الخلافات بينهما، وتحولت لصراع مفتوح، لو انتهت المفاوضات حول سد النهضة من دون اتفاق.
وبات ملف سد النهضة مطروحا على طاولة مجلس الأمن الدولي، حيث قدمت القاهرة مشروع قرار بشأنه، هو محل تشاور غير رسمي بين أعضاء مجلس الأمن، الذي يترقب نتائج المفاوضات، التي تجري برعاية افريقية، لتحديد مسار هذا الملف في أروقة مجلس الأمن.