يرجع وجود الاقباط في فلسطين عامة والقدس خاصة الى القرن الرابع الميلادي كان عند اكتشاف خشبة الصليب المقدسة في القدس) (ويبلغ تعداهم في الوقت الحاضر اكثر من 2500 نسمة منهم 1500 يقيمون في داخل فلسطين المحتلة عام 1948 م) .
قم حطم الشيطان لا تبق لدولته بقية.. قم بشر الموتى وقل غفرت لكم تلك الخطية
واغفر لبطرس ضعفه وامسح دموع المجدلية.. واكشف جراحك مقنعا توما فريبته قوية.. وأرسل الينا مرقسا يبني كنيستنا النقية (البابا شنودة الثالث) .
الأقباط جمع قبطي ، وهو اسم يعود إلى اللفظ اليوناني أيجيبتوس ، قبل دخول العرب إلى مصر كانت كلمة “قبط” تدل على أهل مصر دون أن يكون للمعتقد الديني أثر على ذلك الاستخدام ، إلا أنه بسبب كون السلطة كانت بأيدي أصحاب الديانة المسيحية وقت دخول العرب المسلمين مصر ، فقد اكتسب الاسم كذلك بعدا دينيا تمييزا للمسيحيين عن غيرهم ، حتى انحصرت كلمة قبطي علي مر العصور لتشير للمسيحيين في الاحاديث وكذلك في الخطاب الرسمي للدولة ، ويتركز معظمهم في جمهوريه مصر العربية والسودان وبعض دول المهجر.
يرجع وجود الاقباط في فلسطين عامة والقدس خاصة الى القرن الرابع الميلادي كان عند اكتشاف خشبة الصليب المقدسة في القدس ، وبناء الملكة هيلانة كنيسة القيامة في المكان عام 325م، حيث شارك بطريرك أنطاكية والقسطنطينية والبابا القبطي أثناسيوس الرسولي في تدشين الكنسية عام 336م، ومما يشير أيضا إلى الوجود القبطي في المدينة المقدسة قصة القديسة مريم المصرية التي حضرت إلى القدس عام 382م، واستقرت هناك. وبعد وفاتها تم تشييد كنيسة حملت اسمها مجاورة لكنيسة القيامة. وفي العهد الإسلامي ايضا ذكر الوجود القبطي في القدس ضمن العهدة العمرية لجميع الطوائف المسيحية في المدينة المقدسة. وعند استيلاء الفرنجة على القدس عام 1099م طردوا بطريرك الروم الأرثوذكس إلى القسطنطينية ، كما أبعدوا عن كنيسة القيامة كهنة الكنائس الشرقية الذين يقومون بالخدمة ، ومنهم الأقباط والسريان ، ومنعوا الفرنجة الأقباط من زيارة القدس وحتى الاقتراب منها ، واستمر الوضع على هذا الحال حتى جاء صلاح الدين الأيوبي عام 1187م وفتح أبواب كنيسة القيامة لزيارة جميع الطوائف المسيحية ومنهم الأقباط ، و في عصر البابا كيرلس الثالث في القرن الثالث عشر تم انشاء أبرشية الكرسي الأورشليمي للأقباط الأرثوذكس.
وفي حرب تشرين – أكتوبر/ 1973م حيث أصدر البابا شنودة الثالث في مصر قراراً يقضي بمنع الأقباط من زيارة القدس ، حتى يحل السلام في الأراضي المقدسة وتعود الأراضي الفلسطينية إلى أصحابها الشرعيين.
وللأقباط أملاك عديدة في مدينة القدس ، وما يدل على ذلك سوق الأقباط الذي يمتد من باب الخليل حتى كنيسة القيامة ، وحي الأقباط الذي يمتد من كنيسة القيامة حتى سوق خان الزيت ، وتسكنه العائلات القبطية ، كما يوجد لهم هيكل قبطي داخل كنيسة القيامة ، وكنيسة باسم المجدلانية ، ولهم دير السلطان وبه كنيستا الملاك والأربعة حيوانات ، ودير مارانطونيوس شمال شرقي كنيسة القيامة، ودير مارجرجس في حارة الموارنة ، وكنيسة السيدة العذراء بجبل الزيتون، وهيكل على جبل الزيتون ، وكنيسة مار يوحنا ، وكنيسة صغيرة باسم الملاك ميخائيل ملاصقة للقبر المقدس من الغرب.
واحتفظ الأقباط بالحقوق القديمة المعهودة التي وضعت أيام المجامع الكنسية في كنيسة القيامة وهي ستة قناديل ، أربعة منها داخل غرفة القبر ، واحدة في غرفة الملاك ، وأخرى فوق حجر المغسل ، ومن الحقوق الثابتة للأقباط حقهم في إحياء احتفالات أحد الشعانين والنور المقدس ، حيث يشتركون في دورة أحد الشعانين ، ودورهم يأتي ، كما يقضي العرف بعد الروم والأرمن ويليهم السريان ، وفي يوم الجمعة العظيمة تفتح كنيسة القيامة خاصة للأقباط الأرثوذكس ما بين الساعة 5 – 7 مساء ويطوف الأقباط بموكبهم في جميع أرجائها ويقدمون الصلوات على كافة مذابحها ، وفي احتفالات النور المقدس التي تقام في سبت النور فإن الأقباط يدورون حول القبر المقدس ثلاث دورات وذلك بعد الروم والأرمن وهم ينشدون ألحانهم القبطية الشهيرة ، ويتكرر هذا الاحتفال مرة ثانية في الساعة الرابعة من فجر أحد الفصح. كما أن للأقباط حق قراءة صلوات السواعي النهارية والليلية ، ولهم حق أيضاً في دورة البخور داخل القبر المقدس وفى كل قداس في كنيسة القيامة في كل يوم من أيام السنة نهاراً وليلاً ، وهذا عدا البخور الرسمي في الأعياد والمواسم على قدم المساواة مع اللاتين والروم والأرمن ، كما للأقباط الحق في المواكب الرسمية إلى كنيسة القيامة أو في داخلها مثل باقي الطوائف الممثلة فيها ، فيدخل مطران الأقباط المسيحيين الأرثوذكس في كنيسة القيامة في موكب رسمي يتقدمه الشمامسة والكهنة حاملين الصليب المقدس والحية النحاسية ثم يعود إلى مقر المطرانية بنفس الموكب بعد نهاية الصلوات.
وللأقباط العديد من الأديرة والكنائس خارج مدينة القدس منها ، كنيسة ودير الأنبا أنطونيوس في يافا ، وكنيسة ودير الأنبا أنطونيوس بأريحا ، وكنيسة ودير مار زكا والقديس أندراوس بأريحا ، وكنيسة ودير مار يوحنا المعمدان على نهر الأردن ، وكنيسة السيدة العذراء والبشارة بالناصرة.
والأقباط في فلسطين يعتبرون أنفسهم فلسطينيين من حيث الهوية وينتمون للكنيسة القبطية من الناحية الدينية ، وتربطهم علاقات حسنة بكل الطوائف ، ويشاركونهم الأفراح والمناسبات والأعياد وتبادل الزيارات ، كما تقام خلال شهر رمضان موائد إفطار في الكنيسة القبطية تعبيرا عن التلاحم بين أبناء الشعب الواحد ، مسلمين ومسيحيين.
* الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات
** جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "دار الحياة"