أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مساء أمس الثلاثاء، عن ترحيبه بقدوم المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، للعب للمرة الأولى في تاريخه على أرض القدس، في المباراة التي سيواجه فيها نظيره الفلسطيني ضمن منافسات الجولة الثانية من مباريات المجموعة الرابعة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2022.
وقال الرئيس عباس، خلال افتتاحه اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، إن المنتخب السعودي سيصل الى بلاده ليلعب امام المنتخب الفلسطيني في ال15 من أكتوبر القادم على ستاد الشهيد فيصل الحسيني ببلدة الرام شمال القدس.
وتابع الرئيس الفلسطيني قائلاً بحسب وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية وفا: "هذه هي المرة الأولى التي يحضر فيها المنتخب الوطني السعودي، نوجه الشكر والتقدير إلى المملكة العربية السعودية والملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان على هذه اللفتة الكبيرة، إضافة إلى ما تقدمه المملكة من دعم في المجالات كافة الاقتصادية والمالية والانسانية والاجتماعية، وغيرها، هذه كلها محسوبة للمملكة ومن هنا من أرض الرباط نتوجه بالتحية لهم على هذه المكرمة وسيكون المنتخب السعودي ضيفا عزيزا في أرض الرباط، ارض فلسطين".
وبذلك الترحيب الرسمي بالمنتخب السعودي، يكون الرئيس الفلسطيني قد حسم الأمر مبكراً، وأغلق الباب امام التكهنات، والشائعات التي كانت السبب الرئيسي للأزمة الكبيرة التي احدثتها تداعيات المباراة السابقة بين المنتخبين في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2018، التي جرت في 9 نوفمبر 2015 في العاصمة الأردنية "عمان"، بعد أن كانت مقررة على ستاد فيصل الحسيني بمدينة القدس كحق مكتسب للمنتخب الفلسطيني للعب على أرضه بحسب قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم.
ويرى متابعون في الشأن الرياضي، أن ترحيب الرئيس عباس بالقدوم، لا يعتبر تأكيداً لحضور الأخضر السعودي، في ظل عدم تطرق الرئيس لأية إشارة أو تأكيد من القيادة السعودية بشأن قبول اللعب على أرض القدس، إنما اظهار الحرص الكبير لدى القيادة والشعب الفلسطيني على الرغبة في استقبال لاعبي الأخضر، وتأكيد مقولة أن زيارة السجين لا تعني الاعتراف بالسجان.
وقال عضو الاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي، حسام حمدان، في تصريحات خاصة لـ"دار الحياة"، إن ترحيب الرئيس عباس بقدوم الأخضر، بالرغم من كونه موقف سياسي وليس رياضي، الإ أن القيادة السياسية السعودية قادرة على تلقفه وتحويله الى قرار رياضي من شأنه التسهيل على الاتحاد السعودي للعبة، لاتخاذ القرار بالتوجه ليس الى ملعب فيصل الحسيني فحسب، إنما الذهاب الى الصلاة في المسجد الأقصى الذي يبعد اقل من كيلومتر واحد ملعب المباراة.
وتابع حمدان: "الإعلان من خلال الرئيس عباس بصفته رأس الهرم السياسي هو إشارة حقيقية عن مدى حاجة الفلسطينيين المُحاصرين براً وجواً من قبل الاحتلال الى زيارة الأخوة العرب ولو من البوابة الرياضية".
وأكد حمدان أن المسابقات الرياضية بحسب المفهوم العالمي يجب أن تكون خارقة للحدود وأن لا تقيدها العوامل السياسية، مشيراً الى أن زيارات الفرق العربية الى الأراضي الفلسطينية تحت مظلة الرياضة، قد تُسهم بشكل كبير في الضغط على الاحتلال ليُسهل على الرياضيين الفلسطينيين ويرفع القيود التي يمارسها بحقهم بشكل متواصل بشكل مخالف للمواثيق والقوانين الرياضية الدولية.
وفي نفس السياق، أكد عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني، في قطاع غزة، عبد السلام هنية، في تصريحات لـ"دار الحياة"، عن ترحيب الأسرة الرياضية في قطاع غزة بقدوم المنتخب السعودي إلى فلسطين، داعياً إلى أن يكون اللقاء عرس رياضي سعودي فلسطيني بامتياز بعيداً عن أجواء المنافسة الرسمية داخل المستطيل الأخضر.
ودعا هنية الجماهير الفلسطينية إلى الزحف إلى استاد الشهيد فيصل الحسيني والترحيب بنجوم الأخضر السعودي، واستقبالهم باحتفالات مميزة تترجم العلاقات الأخوية المترابطة والقوية مع المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباً.
وعلى الصعيد الفني، اكتفى الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، بنشر ترحيب الرئيس عباس على موقعه الرسمي، دون ذكر أية تفاصيل عن المباراة او أية تفاصيل تتعلق بالتنسيق مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، ذلك الأخير الذي لم يعلق حتى اللحظة على البيان الذي نشرته وكالة الانباء الفلسطينية حول الترحيب بقدوم الأخضر.
وتطرقت "قناة العربية" إلى حديث الرئيس الفلسطيني، بنشر فيديو قصير للأخير تحت عنوان "الرئيس الفلسطيني يدعو المنتخب السعودي للعب في مدينة رام الله"، دون أية تفاصيل أو تحليلات.
وقال مصدر رياضي سعودي رفيع لـ"دار الحياة"، رفض ذكر اسمه، إنه حتى اللحظة لا يوجد أية تفاعلات او ردود رسمية من الجهات المعنية بالمملكة حول ذهاب الأخضر السعودي الى فلسطين.
وعلمت "دار الحياة "أن جدول اعمال اجتماع القيادة الفلسطينية الذي شهد ترحيب الرئيس لم يتضمن الحديث عن زيارة المنتخب السعودي الى فلسطين.