كواليس الإطاحة بـ "أسامة كمال" من فضائية “دي إم سي”

مشاركة
أسامة كمال أسامة كمال
القاهرة_دار الحياة 12:05 ص، 04 سبتمبر 2019

أوقفت فريق أمني مصري الإعلامي المصري “أسامة كمال” مقدم رنامج “مساء دي إم سي”، على فضائية “دي إم سي”، المملوكة للمخابرات المصرية.

وفوجئ كمال بالقرار في في السادس من أغسطس الماضي عندما كان يستعد كالمعتاد للتوجه إلى مقر قناة «دي إم سي» بمدينة الإنتاج الإعلامي، لتقديم حلقة الثلاثاء من برنامج «مساء دي إم سي»، قبل أن يخبره أحد أفراد فريق إعداد البرنامج عبر الهاتف أن الإعلامي رامي رضوان متواجد في مقر القناة بصحبة فريق الإعداد الخاص به، ويستعد لتقديم الحلقة بدلًا منه.

في بداية الأمر إعتقد كمال أن خطأً ما حدث في جدولة المذيعين، فأجرى اتصالًا هاتفيًا بقيادة أمنية كبيرة تتولى شؤون القناة وتفاصيلها اليومية؛ للاستعلام عما يحدث، فجاءت الإجابة الصادمة: «ليس هناك خطأ، رامي سيقدم الحلقة بدلًا منك اليوم والأيام المقبلة لحين ورود تعليمات جديدة».

ويعتبر الإعلامي ”أسامة كمال” هو محاورالرئيس المصري “عبدالفتاح السيسي”، في أكثر من مرة، وكان يقدم حلقات البرنامج من الثلاثاء إلى الجمعة أسبوعيًا.

ووفق مصدر مطلع داخل القناة، فإن إدارة “دي إم سي”، أنهت بالفعل تعاقدها مع “كمال”، موضحًا أن سبب هذه الخطوة هو تغيير أجراه “كمال” في فقرات آخر حلقة ظهر فيها، إذ طلب من فريق الإعداد تأجيل إحدى الفقرات للحلقة المقبلة، حتى تأخذ حقها في المناقشة، بحسب “مدى مصر”.

وكان فريق الإعداد قد تلقى بريدًا إلكترونيًا يحمل قائمة بالموضوعات التي سيتم مناقشتها في ذلك اليوم، وقائمة الضيوف الذين سيتحدثون في كل موضوع، وهي تعليمات صادرة من قبل خريجي البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب “PLP”.

وأضاف المصدر أن خريجي PLP أصبحوا -منذ شهرين- هم فريق التحرير الفعلي لسلسلة القنوات المملوكة لجهاز المخابرات العامة، بموجب تكليف حصلوا عليه من القيادات اﻷمنية المتولية مسؤولية تلك القنوات، والذين يحظى هؤلاء الخريجين بثقتهم الكاملة بحكم طريقة اختيارهم، والتدريبات التي حصلوا عليها، وفي القلب منها تدريبات أمنية منها ما يتعلق بالأمن القومي، ما يجعلهم البديل الذي يراه صناع القرار أكثر وعيًا وأكثر تأهيلًا لتولي ملف الإعلام في الفترة المقبلة.

واختتم المصدر بأن أسامة كمال لم يغادر القناة وحده، بل غادر معه فريق إعداد البرنامج بالكامل؛ عقابًا لهم على عدم تنفيذ الأوامر، وذلك رغم توسط أكثر من قيادة واسم مهم في القناة للإبقاء عليهم أو على بعضهم، لكن الوسيط وجد إصرارًا على مغادرة الفريق بأكمله، لتكون رسالة واضحة لباقي العاملين في مختلف القنوات.

ما قاله المصدر العامل في «دي إم سي» أكده مصدر آخر يعمل في قناة «الحياة»، والذي أضاف أن ما ترسله «فرق الإعداد الموازية» من شباب صيغة نهائية غير مسموح بتغيير حرف واحد فيها أو حتى مناقشته، وهو الأمر الذي يصفه بأنه يثير استياء جميع العاملين بمن فيهم مقدمي البرامج ورؤساء التحرير الذين شعروا بتهميش دورهم وتحويلهم إلى مجرد منفذين لسياسات وأفكار شباب ليست لديهم خبرة بالعمل الإعلامي، وهو ما يظهر في اختياراتهم للموضوعات والضيوف.

وأضاف مصدر «الحياة» أنه في الأسبوع الأول من تطبيق هذه التجربة حدثت محاولات من جانب بعض المذيعين ورؤساء التحرير لإجراء بعض التعديلات على الصيغ والموضوعات المرسلة، وأجروا اتصالات عديدة بالقيادات الأمنية التي اعتادوا على التعامل معها في تسيير أمور العمل اليومية، وكانت الإجابة دومًا الرفض القاطع والإصرار على تنفيذ القائمة كما وردت، حتى الزاوية التي يجب تناول الموضوع منها، فرضخوا في النهاية للأمر الواقع لأن البديل الوحيد لذلك قد يتعدى الإقالة من مواقعهم، وصولًا للخروج نهائيًا من المشهد الإعلامي.

وتوقع المصدر تسريح المزيد من العاملين في الأيام المقبلة، في ظل تزايد نفوذ خريجي البرنامج الرئاسي، وتهميش رؤساء تحرير البرامج ومقدميها.

وتمتلك المخابرات العامة شبكة “دي إم سي”، ومجموعة قنوات “أون”، وتليفزيون “الحياة”، وتلفزيون “النهار”، وحصة حاكمة في قنوات “سي بي سي”، فضلًا عن راديو “9090”، وعدد من المواقع الصحفية.

وعلى غرار “كمال” تعرض إعلاميون بارزون للإطاحة بهم من قنواتهم، قبل شهور، من أبرزهم “لميس الحديدي”، و”يوسف الحسيني”، و”جابر القرموطي”، و”خالد صلاح”، و”محمد الدسوقي رشدي”، و”إبراهيم عيسى”، و”خيري رمضان”، وآخرين .

المصدر: "موقع مدى مصر"