توجه سليم الحص، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، بكتاب مفتوح للملوك والرؤساء العرب، مشددا على أن "فلسطين ليست للبيع، والقدس العربية عاصمة فلسطين ليست للمساومة".
وقال الحص في كتابه المفتوح: "إن الحق الفلسطيني والعربي بتحرير الأرض من احتلال غاصب لن يخضع لصفقات مشبوهة".
وأكد أن "فلسطين ستبقى عربية وعاصمتها مدينة القدس قطب الرحى بمساجدها وكنائسها وبوصلة المجاهدين الخلّص ووعي شعوبنا رغم ما أنهكها حكامها ظلما وفقرا وحرمانا حتى طغت المشكلة على القضية. وكل آت لناظره قريب".
وتأتي الرسالة قبيل انعقاد ورشة عمل اقتصادية بالعاصمة البحرينية المنامة في 25 و26 يونيو/حزيران الجاري، دعت إليها واشنطن، يعرض خلالها الشق الاقتصادي لـ"صفقة القرن" وهي الورشة التي تلاقي رفضا رسميا من جميع القوى والهيئات الفلسطينية.
وأضاف "في زمن الخذلان والتواطؤ العربي الذي أضحت فيه العمالة لإسرائيل وجهة نظر، والتطبيع مع الكيان الصهيوني أمرًا يغتفر، والجنوح نحو صفقة التخلي عن فلسطين أمرًا مبررًا. نرفض الاستسلام للأمر الواقع، وبرًّا بتاريخنا وهويتنا العربية وانتمائنا وإيماننا بقضية فلسطين وحق العودة، ندعو إلى مقاومة ما يحصل بكل الوسائل السلمية المتاحة".
وقال: "في وجه السكوت العربي عما جرى ويجرى من صفقات مشبوهة ومؤتمرات موبوءة تفوح منها رائحة العار والخيانة بحق فلسطين والفلسطينيين نشهر مجددا سلاح الموقف؛ موقف الرفض الشعبي والمقاومة وإطلاق صرخة حق مدوية في كل المحافل الدولية، وسيكون حكم التاريخ قاسيا ماضيا بحق كل من باع ويبيع القضية".
وأضاف: "إن الصمت العربي عن احتلال فلسطين ومحاولات العدو الإسرائيلي لتهويد القدس والاعتراف بها عاصمة للكيان الصهيوني إضافة إلى قرار ضم الجولان العربي المحتل إلى الكيان الصهيوني كلها مسارب تصب في مستنقع هزائم العرب في العصر الحديث، وسيكتب لها أن تبوء بالفشل لحظة تأخذ الشعوب العربية قرارها بالرفض وتنتصر لفلسطين العربية وشعبها المناضل الصامد وحقه في أرضه والشعوب إن اتحدت في سبيل قضية حق، لن تعدم وسيلة لتحقيق المبتغى، والتاريخ مليء بالشواهد على ذلك".
وتابع: "إن عقد مؤتمر دولي في مملكة البحرين بمشاركة العدو المحتل لفلسطين وبغياب مدوٍّ للفلسطينيين، أصحاب الحق والأرض والقضية، تحت شعار تشجيع الاستثمار في فلسطين هو مؤتمر مستهجن ومدان ومرفوض، كما أن جنوح دول عربية وازنة نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل ومشاركتها في مؤتمر هدفه إغراءات مالية وهمية باستثمارات واهية أمر مخجل".
وأردف البيان: "نقول لهؤلاء: إن "فلسطين ليست للبيع والقدس العربية عاصمة فلسطين ليست للمساومة، وإن الحق الفلسطيني والعربي بتحرير الأرض من احتلال غاصب لن يخضع لصفقات مشبوهة".
وتوجه للمشاركين من العرب بتساؤلاته: "كيف لكم القبول بالجلوس جنباً إلى جنب مع عدو محتل غاصب لفلسطين؟ أليس هذا نحراً للقضية الفلسطينية؟! ألم يكن من الأجدر أن تستثمر تلك المليارات العربية لتوحيد الصف العربي ولإجلاء الصهاينة المحتلين عن أرضنا؟".
وأضاف "أما لهؤلاء الذين ينتظرون موقف لبنان من مؤتمر البحرين نقول: واهم من يعتقد أن بإمكانه أن يسقينا السم مقابل حفنة من المليارات الملوثة بدماء الشهداء ولو جاء بأموال الكون وكنوز الأرض فلن نستبدل الضمير الإنساني برشوة دنيئة، ولن نتخلى عن تحرير أرض عربية محتلة أو التنازل عن شبر واحد من فلسطين أو التخلي عن حق من حقوق شعبنا العربي الأبيّ، ولن يثنينا عن المطالبة بحق عودة الفلسطينيين إلى وطنهم فلسطين وعاصمته القدس الشريف.
اقرأ ايضا: ماليزيا: سنستمر في دعم فلسطين ولن نعترف بإسرائيل
وأكمل بالقول: "إن عملية اغتيال القضية الفلسطينية تجري بأموال عربيه بلا خجل. فلسطين أمانة في أعناقنا ووديعة عند أجيالنا مهما جمعوا من أموال ومهما حاولوا تغيير الحال".