القمم الثلاث الخليجية والعربية والإسلامية.. انتصار لفلسطين!!!!

مشاركة
القمم الثلاث الخليجية/ أرشيف القمم الثلاث الخليجية/ أرشيف
بقلم: فيصل ابو خضرا 08:12 م، 09 يونيو 2019

 

بداية وقبل الحديث عن القمم الثلاث الناجحة في مكة المكرمة وفيما مرت هذه الأيام ذكرى هزيمة حرب حزيران ١٩٦٧ واحتلال اسرائيل غير الشرعي للضفة الغربية بما فيها القدس العربية، وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان، وفي الوقت الذي أطلق فيه السفير الأميركي الصهيوني لدى تل أبيب، ديفيد فريدمان، قبل ايام تصريحه الذي زعم فيه أن من حق إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، لا بد من التأكيد مجددا ان احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية والعربية عام ٦٧ يعتبر عملا عدوانيا غير شرعي، وهو ما أكده المجتمع الدولي على مدى عقود طويلة عبر سلسلة من القرارات التي اتخذها مجلس الأمن او الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنظماتها ووكالاتها. كما لا بد من التأكيد على تمسك شعبنا وقيادته وعلى رأسها الأخ الرئيس محمود عباس، بكامل حقوقنا المشروعة، وأن مزاعم فريدمان وإدارته الأميركية التي داست على القانون الدولي ومقررات الشرعية الدولية واختارت معاداة شعبنا والوقوف في خندق واحد مع الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي، مدانة ومستنكرة بأشد العبارات ولن ترهب شعبنا وقيادته في المضي قدما في نضالنا العادل من أجل الحرية والاستقلال.

اقرأ ايضا: هل تتحول القمم العربية والإسلامية إلى سرادقات للعزاء؟

 وعودة الى القمم الثلاث، التي ترأسها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وبحضور ولي العهد الامير محمد بن سلمان، حفظهما الله في مكة المكرمة، أكدت دعمها لفلسطين حيث كان العاهل السعودي واضحا بتأييد ومساندة المملكة لقضية العرب الأولى فلسطين بحدود العام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشريف، وأكد بان لا سلام ولا مفاوضات ولا تطبيع مع اسرائيل الا بالانسحاب الكامل من جميع الاراضي المحتلة وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الوطنية كاملة ليعم السلام في منطقة الشرق الاوسط والعالم اجمع.

وهذا ما اكده الأخ الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين ، رئيس السلطة الوطنية ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا،  وكان مسرورا جدا بنتائج  وقرارات هذه القمم، التي تبنت موقفه الثابت والصريح والشجاع الذي طرحه امام قادة الأمتين العربية والإسلامية لصالح كامل الحقوق الفلسطينية.

كما أكدت هذه القمم عروبة القدس المحتلة عاصمة فلسطين وأن جميع الدول التي نقلت أو التي ستنقل سفاراتها من تل ابيب الى القدس ستحاسب على فعلتها غير القانونية، إضافة الى دعم الشعب الفلسطيني وصموده والتمسك بحقوقه، وهذا باختصار ما تم من مخرجات هذه القمم.

الجميع يسأل عن الاجتماع الاقتصادي في البحرين الذي دعت له الإدارة الأميركية بلسان جاريد كوشنر، صهر ترامب وزوج ابنته اليهودية، سيّء الذكر، الذي جاء تحت شعار  دعم الفلسطينيين اقتصاديا، وهو الشق الاقتصادي الرئيسي بنظر الذين يهدفون الي تصفية القضية الفلسطينية عبر ما سمي بـ"صفقة القرن "، والتي يقال ان ادارة ترامب سوف تنشرها هذا الصيف. وطبعا نحن نعلم ان كوشنر وغرينبلات وشلتهم من الصهاينة أمثال  فريدمان و بولتون ، وعلى رأسهم ترامب جهلة بامتياز بتاريخ الشعب الفلسطيني بصموده ونضاله وحضارته ونهضته رغم الاحتلال حيث خرّج عشرات الآلاف من العلماء  والمهندسين والأطباء والصحفيين ، والقضاة،  والأدباء والمفكرين، ومن جميع المهن التي يتطلبها بناء الدول الحديثة المستقلة قبل اكتشاف امريكا نفسها،  كما الشعب الفلسطيني يحتل مكانة متقدمة بين اوائل الدول التي تتمتع بنسبة تعليم عالية جدا. كما انهم جهلة بتاريخ عطاء الشعب الفلسطيني وإسهاماته في بناء ونهضة الكثير من دول المنطقة، ولكننا لم نكن نعرف بأن هذا العبقري كوشنر لا يعرف بأن الاستعمار البريطاني وضع الشعب الفلسطيني على رأس قائمة الشعوب التي يحق لها الاستقلال،. وليعلم كوشنر وزبانيته بان السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير والتي يترأسها الاخ الرئيس محمود عباس قامت ببناء دولة فلسطينية تحت أبشع احتلال عنصري خلفته البشرية، ولكن مع الاسف فإن كوشنر يصبح اعمى عندما لا يرى وبالرغم من الاحتلال ان لدينا اعلى مستوي من التعليم ، من مدارس الأطفال الى الابتدائي والثانوي والجامعي والتعليم العالي، عدا عن الكوادر الطبية والمستشفيات و المحاكم ، والطرق والصرف الصحي، والبنى التحتية عموما، اي اننا بالفعل دولة تحت الاحتلال.

ومن هذا المنطلق نقول لكوشنر الذي يزعم اننا لا نستطيع بعد حكم انفسنا، و لترامب وجميع الداعمين لهذا الاحتلال العنصري غير الشرعي، اننا لا نريد اي معونات اقتصادية منكم او من اي دولة، ولكننا نريد حريتنا واستقلالنا في ارضنا  فلسطين. وبعكس اسرائيل التي ليس لها ارجل تقف عليها لولا الدعم الامريكي بالمال والسلاح والحماية، فان الشعب الفلسطيني ورغم كل النكبات ليس متسولا ولن تجدوا فلسطينيا متسولا في جميع بقاع الارض.

لقد ذكرت هذه الحقائق لان الجاهل كوشنر ذكر لإحدى المحطات التلفزيونية بانه يشك اذا كان الشعب الفلسطيني يستطيع ان يحكم نفسة بنفسه: فأي غباء هذا؟

ان عقد الورشة الاقتصادية في المنامة لا يعني ان ايا من دول الخليج او الدول العربية عموما يمكن ان تقبل  بالمقترحات الأميركية لان هذا الاجتماع، يولد ميتا، ولن تقبل اي دولة عربية  على مخرجاته قبل الانتهاء من الشق السياسي حسب القرارات التي صدرت عن قمتي تونس والظهران او قمة بيروت للعام ٢٠٠٢. وان هذه الدعوات التي بادرت اليها الادارة الامريكية الصهيونية للورشة الاقتصادية لا تعني أبدا قبول الدول العربية بمبدأ هذه الصفقة. وما من شك فان الدول التي قبلت الحضور اكدت ولا زالت بان الاقتصاد يأتي بعد الانتهاء من الشق السياسي ، لذلك من المتوقع ان تنتهي تلك الاجتماعات الاقتصادية دون نتيجة وسيخرج كوشنر ورفيقه غرينبلات بخيبة أمل مدوية.

ان ما يلفت النظر ان الدولتين في المحيط العربي اللتين تعملان على زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط والعالم هما اسرائيل  المدعومة من أميركا وإيران بسياستها العدوانية تجاه الدول التي تدعم القضية الفلسطينية وعلى رأسها المملكة السعودية التي تتبنى المطالب الفلسطينية، وهذا لا يخفى على احد، اذ قالها وبالفم المليان نتنياهو "اننا نشكر ايران على سياستها العدوانية تجاه الدول العربية وخصوصا الخليجية ، والتي جعلت سياستنا متطابقة مع هذه الدول العربية".

ان ايران ومنذ حكم الشاه اعتدت على الجزر الاماراتية ، ولم تسلمها ليومنا هذا لأصحابها الإماراتيتين تماما كما فعلت اسرائيل في احتلالها لفلسطين و الجولان السورية وبعض اراض وقرى جنوب لبنان.

ان ايران بأفعالها المشينة ودعم العصابات في اليمن لزعزعة استقلال الدول العربية كما تفعل اسرائيل في الدول العربية هما الدولتان الوحيدتان في المنطقة بالاشتراك مع أمريكا، الذين يقوضون الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط والعالم.

ايران التي يفترض بها ان تكون دولة مسلمة داعمة للدول العربية الاسلامية التي تقف بوضوح ضد الاحتلال الاسرائيلي هي السبب الرئيسي لاضطرار هذه الدول للاعتماد على السلاح الأميركي الذي تدفع ثمنه من مالها الخاص وليس تبرعا من واشنطن كما هو حال اسرائيل التي تحصل على هذا  السلاح الأميركي مجانا وتواجه به شعبا اعزل يناضل من اجل حريته وتحتل اراض ليست لها.

ان الشعب الفلسطيني يثمن موقف الملك سلمان بن عبد العزيز ، ولكن مع الاسف قلة من الفصائل الفلسطينية تعتبر ان ايران داعمة لقضيتنا المقدسة من اجل حفنة من المساعدات المالية وغير المالية ، و ينسوا بان الفرس ومنذ حرب القادسية لديهم ضغينة ضد العرب وخصوصا السنة منهم، وهذا ما صرح به علنا فيلسوفهم المعروف "زيبا".

الشعب الفلسطيني بأسره يعرف تماما من هم أعداؤه الحقيقيون ، واولهم إدارة امريكا بقيادة الصهيوني ترامب ، واسرائيل والتي عينها ليس فقط على فلسطين ولكن ايضا على قسم كبير من الدول العربية، وأخيرا وليس آخرا ايران الفارسية التي احتلت الجزر الاماراتية وتوظف عملاء لها في دول جوارها من العصابات لزعزعة استقرار هذه الدول.

 ولكن القمم الثلاث التي عقدت في مكة المكرمة كشفت الحقائق وبرهنت للعالم اجمع ان ايران تسعى لعدم استقرار السلام في المنطقة، كما ان هذه القمم وجهت رسالة واضحة لطهران بأن عليها الكف عن هذه السياسة.

نحن الفلسطينيون شعب مسالم وقع عليه ظلم استعماري في زمن كان فيه العرب تحت الاستعمار البريطاني والفرنسي منذ مائة وعشرين عاماً، ولكن الشعب الفلسطيني صمد وصبر على هذا الظلم، واليوم نحن احوج ما نكون الى الوحدة الوطنية للوقوف صفا واحدا ضد أعداء شعبنا وأمتنا.

ويوم افتتاح الاجتماع الاقتصادي الذي دعت له إدارة ترامب الصهيونية نحن على ثقة بان العرب جميعا سيقفون صفا واحدا ضد هذه الصفقة التي ولدت ميتة وليس لها اي قيمة للعرب اجمعين.

الشعب الفلسطيني يحيى المملكة العربية السعودية بقيادة مليكها خادم الحرمين الشرفين و ولي عهده الأمين الامير محمد بن سلمان اللذين اعلنا لأمريكا واسرائيل بان فلسطين ستبقى قضية العرب الاولى وحتى ينال هذا الشعب الصابر المظلوم  استقلاله وعودة اللاجئين الى مدنهم وقراهم وإطلاق سراح جميع الأسرى من السجون الاسرائيلية. اما صفقة القرن التي يتكلم عنها ترامب فمكانها مزبلة التاريخ، امام صمود شعبنا وقيادته وعلى رأسها الأخ الرئيس محمود عباس وبدعم الأشقاء العرب والمسلمين واحرار العالم . ونحن والمحتل والزمن طويل، والله المستعان.

 

فيصل ابو خضرا..عضو المجلس الوطني الفلسطيني