"خذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه، فقام وأخذ الصبي وأمه ليلا وقال الإنجيل وانصرف إلى مصر، وكان هناك إلى وفاة هيرودس"..
بهذه الكلمات تحدث الإنجيل عن رحلة السيد المسيح والسيدة مريم العذراء إلى مصر، التي سطرت صفحة جديدة في تاريخها، والتي مرت علينا ذكراها التاريخية في الأيام الماضية .
حيث أحيت الكنيسة المصرية، السبت الماضي، ذكرى رحلة العائلة المقدسة ودخول السيدة مريم العذراء والمسيح عيسى إلى مصر، شملت مراسم لرحلة العائلة المقدسة.
وترأس تواضروس الثاني، بابا الكنيسة الأرثوذكسية، الطائفة المسيحية الأكبر في مصر، المراسم الكنسية بمناطق مسار العائلة المقدسة ضمن زيارتها لمصر، وفق بيان للكنيسة الأرثوذكسية.
ووفق البيان قدم البابا تواضروس، شرحا في قداس عيد دخول العائلة المقدسة مصر.
وشملت المراسم الكنسية جولات كنسية ومباركة أيقونات العائلة المقدسة، وتقديم نماذج لموكب العائلة.
والأيقونة، هي صورة رمزية أثرية، تستخدم كرمز رسولي للترويج لرحلة العائلة المقدسة، على غرار الرموز المعتمدة للحج من الفاتيكان، مثل شجرة الزيتون للحج في مدينة القدس.
وحسب روايات تاريخية، جاءت العائلة المقدسة من فلسطين إلى مصر عبر طريق العريش (شمال شرق) وصولا إلى بابليون التي تعرف اليوم بـ"مصر القديمة"، وسط القاهرة، ثم إلى منطقة الصعيد جنوبي البلاد.
ثم عاودت العائلة الرجوع للشمال مرورا بمنطقة وادي النطرون، ليواصلوا طريق العودة عبر منطقة سيناء إلى فلسطين، وعُرف خط سير هذه الرحلة بـ"رحلة العائلة المقدسة".
واستغرقت زيارة العائلة المقدسة في مصر 3 سنوات، وقد رصد البابا "ثاؤفيلس" البطريرك رقم 23 في كرسي الكرازة المرقسية بمصر في الفترة ما بين 385-412م ، (وهى كلمة سيريانية تعني السيرة)، أهم المحطات الرئيسية في رحلة العائلة المقدسة، بداية من "الفرما" والتي كانت تعرف بـ"البيليزيوم"، وهي المدينة الواقعة بين مدينتي العريش وبور سعيد حاليا، حتى جبل قسقام بمحافظة أسيوط في صعيد مصر، حيث رجعا مرة أخرى إلى فلسطين بعد وفاة الملك هيرودس.
وتأمل مصر أن يُحيي مسار العائلة المقدسة السياحة الدينية بها، عبر المساهمة في جذب ملايين المسيحيين لزيارة البلاد بقصد السياحة.