أحدثت تصريحات شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب حالة من الجدل في صفوف المصريين، بعد إقراره أن سلوك ضرب الزوج لزوجته، معتبراً أنه "علاج" نص عليه القرآن لإصلاح وإنقاذ الأسرة.
وجاءت تصريحات الطيب خلال برنامجه الرمضاني الذي يذاع على قنوات التلفزيون المصري، و يتناول عدداً من القضايا الدينية، من أهمها حقوق الزوج والزوجة، والحفاظ على الأسرة باعتبارها أساساً لبناء مجتمع إنساني سليم.
وتكشف الإحصاءات الرسمية عن أن هناك حالة طلاق كل 2.30 دقيقتين تقريباً في مصر، وبلغت نسبة حالات الطلاق قرابة 50% من إجمالي حالات الزواج الجديدة. ويعد العنف الأسري أحد أهم الأسباب التي تدفع نسبة غير قليلة من النساء إلى السعي لطلب الطلاق أو الخلع.
ويشير بعض الحقوقيين وعلماء الاجتماع بأصابع الاتهام إلى المؤسسة الدينية باعتبارها ترسخ قناعة لدى الرجل بأنه صاحب الحق في الاعتداء بالضرب على زوجته وأبنائه لتأديبهم.
وقال الشيخ الطيب: "إن الدواء الذي قدمه القرآن هو الضرب الرمزي المقصود منه الإصلاح، وليس الإيلام أو الإيذاء والضرر"، مؤكداً على "أن نصوص القرآن الكريم وأحكام الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان".
وأشار شيخ الجامع الأزهر إلى أن "ضرب الزوج لزوجته له نظام وحدود، فمن شروطه ألا يكسر لها عظما، وألا يؤذي لها عضواً، كما لا يجوز له أن يضرب باليد، ولا يضرب على الوجه، ولا يخدش شيئاً ولا يترك أثراً نفسياً على الزوجة، ومن هنا نرى أن المراد بالضرب هو الضرب الرمزي بالسواك، أو فرشة الأسنان في هذا الزمن".
أمر الضرب ورد في كلمة واحدة في القرآن حسبما يؤكد الشيخ الطيب، وهي كلمة "(واضربوهن). فى مقابل منظومة ضخمة من النصوص القرآنية الصريحة التي تحافظ على المرأة وعلى كرامتها وتأمر الرجل أن يحسن معاملته وعشرته. أن كلمة الضرب إذا وضعت إلى جوار هذه المنظومة، تبين أن هذه الكلمة ليست مقصودة لذاتها كعلاج إلا في أندر الحالات، وهى الحالات التي يكون فيها الزوج مضطراً، إما أن يستخدم هذا النوع من العلاج، وإلا تذهب الأسرة بأكملها إلى مستقبل غير مرغوب".