أعلن مصدر قضائي مصري الأربعاء أنّ القيادي الإرهابي المصري هشام العشماوي الذي تسلّمته سلطات بلاده من قوات المشير الليبي خليفة حفتر مساء الثلاثاء سيحاكم أمام القضاء العسكري بتهم تنفيذ اعتداءات إرهابية.
وكانت قوات المشير حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، أعلنت مساء الثلثاء أنّها سلّمت السلطات المصرية العشماوي، مشيرة إلى أنّ تسليمه تمّ خلال زيارة قام بها إلى بنغازي رئيس الاستخبارات المصرية اللواء عباس كامل.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس إنّ "العشماوي متّهم في قضايا عدّة هي من اختصاص القضاء العسكري".
والعشماوي الذي كان ضابطاً في القوات الخاصة المصرية قبل أن ينضم الى تنظيمات ارهابية في 2012 اعتقلته قوات حفتر في 8 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت في درنة (شرق) خلال المعارك التي خاضتها لدحر المجموعات المتطرفة التي كانت تسيطر على المدينة.
وقال مكتب حفتر في بيان إنّ المشير حفتر التقى في بنغازي اللواء كامل وتمّ إثر الاجتماع "تسليم الإرهابي هشام العشماوي الذي ترأّس أحد التنظيمات الإرهابية بمدينة درنة ونفّذ عدداً من العمليات الإرهابية الدامية في ليبيا ومصر".
وكانت محكمة عسكرية مصرية حكمت غيابياً في 2017 على العشماوي بالإعدام بسبب تورطه مع جماعة "أنصار بيت المقدس" في مهاجمة وقتل جنود عند نقطة تفتيش بالقرب من الحدود المصرية-الليبية. وستعاد محاكمته. وهو يعدّ من أبرز المتّهمين بمحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد أبراهيم في أيلول (سبتمبر) عام 2013
ووفق محلّلين فإنّ الفترة الطويلة نسبياً التي قضاها العشماوي محتجزاً في ليبيا والتي تربو على ثمانية أشهر قلّلت كثيراً من أهمية المعلومات الاستخبارية التي كان يمكن للسلطات المصرية انتزاعها منه لو تسلّمته ما أن تم توقيفه في ليبيا.
وقال الباحث في مركز "سي أن إيه" الأميركي للأبحاث زاك غولد إنّ "العشماوي احتجز لدى الجيش الوطني الليبي حوالي ثمانية أشهر. لن يكون في وضع يسمح له بالإدلاء بمعلومات عن أي جماعات مسلّحة حالية في ليبيا". وأضاف: "من غير المرجّح أن يكشف تسليم عشماوي لمصر عن تفاصيل عدد من الهجمات الإرهابية التي شهدتها مصر منذ عام 2013".
وفي 2014 انشقّ العشماوي عن "أنصار بيت المقدس" إثر مبايعتها تنظيم "داعش" وتردّدت أنباء عن فراره برفقة عدد من القادة الجهاديين إلى ليبيا.