صفقة القرن لا تكرر أخطاء "الأرض مقابل السلام"

مشاركة
صفقة القرن الأمريكية صفقة القرن الأمريكية
بقلم: يوسي دغان وطوني بركنس 03:44 م، 18 ابريل 2019

إن اعتراف إدارة ترامب بهضبة الجولان هو جزء من السياسة الواقعية التي ستعزز شبكة العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل وتوفر مزيدا من الأمن والاستقرار في المنطقة. لقد كانت تصريحات الرؤساء الأميركيين على أجيالهم ذات قوة فقط حين كانت تسند بالنشاطات العملية. وللأسف، على مدى السنين، فان وعود الرؤساء الأميركيين التي لم تسند بنشاط على الأرض، كانت ذات معنى طفيف لحلفاء الولايات المتحدة (وخصومها) في العالم.

تحت قيادة الرئيس ترامب، يرى العالم ويفهم بان الولايات المتحدة صديقة حقيقية لإسرائيل. سواء كان الحديث يدور عن نقل السفارة الاميركية والاعتراف بالقدس كعاصمة إسرائيل، التصدي المباشر للتهديد الايراني، او الاعتراف بسيادة إسرائيل في الجولان. ترامب سيعتبر اغلب الظن الرئيس الأميركي الأكثر تأييدا لإسرائيل في مدى السنين.

حتى 1967، عاش الاسرائيليون في الجليل في خوف دائم من القصف الذي امطر عليهم من منطقة هضبة الجولان. والسيطرة على هذه المنطقة في أعقاب حرب الايام الستة، تتيح الدفاع عن المواطنين هناك. ليس صدفة ان الولايات المتحدة تعترف بهضبة الجولان؛ وترامب يحرص على الاعتراف بالحقائق وبالواقع. فالاعتراف بالسيادة الاسرائيلية في الجولان، حيث توجد لشعب اسرائيل صلة تاريخية، مهمة وعلى نحو خاص في الوقت الذي تصعد فيه ايران نفوذها على سورية وتعرض اسرائيل والمنطقة للخطر.

الخبراء – في معزوفة كاملة مع الصواريخ من غزة – يتوقعون الضياع والكرب للمنطقة وللعالم. سمعنا هذا في الماضي. تاريخ إسرائيل مليء بالمتشائمين. ولكن كان زعماء ردوا هذه الأصوات، مثلما يفعل ترامب اليوم. إسرائيل هي ديمقراطية مستقرة، تشكل نموذجا لجيراننا. كلانا – واحد مسيحي، والثاني يهودي، نصلي للسلام، الاستقرار والحرية في الشرق الأوسط. ولكن لا يمكن اجبار الأطراف على المجيء الى المفاوضات. محظور الامتناع عن قول الحقيقة فقط بسبب الخوف من ردود فعل الطرف الأخر.

في هذه الايام، في الوقت الذي يوجد فيه من يكرسون التفكير والوقت لوضع خطة سياسية لاتفاق سلام في الشرق الأوسط، عليهم أن يتذكروا بان صيغة «الارض مقابل السلام» لها تاريخ طويل من الإخفافات. فاتفاقات مثل أوسلو وتجميد البناء في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) لم تجد لوقف العنف الفلسطيني. لا يجب أن نكون سذجا.

مع ذلك، محظور أن نفقد الأمل. فالعلاقات بين الدول العربية في الخليج وبين إسرائيل تتحسن. فدول الخليج ترى في إيران العدو المشترك لها ولإسرائيل والتهديد على السلام. يحتمل ان يكون حان الوقت لاتفاق سلام في الشرق الأوسط، ولكنه لم يحن بعد.

ان النشاطات القاطعة للرئيس الأميركي ترامب بالنسبة لإسرائيل رفعت مستوى الاحترام والعطف تجاه الولايات المتحدة في المنطقة. على ادارة ترامب ان تواصل هذا الخط وتمتنع عن اقتراحات من نوع «الأرض مقابل السلام»؛ الامتناع عن السياسة التي منعت الإسرائيليين من البناء في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، سياسة فشلت المرة تلو الأخرى. هذا الأمر يبدو أيضا منطقيا في ضوء الالتزام الأخير من جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإحلال السيادة في المستوطنات.

غير مرة نشير الى الغباء في تكرار ذات العمل والتوقع نتيجة مختلفة. ينبغي الحذر من التوقع للسلام الذي يأتي فقط اذا اقتلعنا اليهود من ارض ابائهم واجدادهم، الارض التي سار عليها ابراهيم، يوسف ويهوشع بن نون. ان اقتلاع «غوش قطيف» لم يوقف العنف؛ لا يجب أن يكون هناك توقع معقول بان هذا النهج سينجح في اماكن اخرى في اسرائيل. في المواجهة المركبة في البلاد التي منحها الرب لشعب اسرائيل، فان النهج الافضل سيكون البحث عن حلول في التوقيت المناسب.