شبهة جنائية تحيط بقضية القرن: وفـ اة المتهم الأبرز تزيد الغموض

في تطور مفاجئ ومثير للجدل، توفي المتهم الرئيسي في قضية التنقيب عن الآثار أسفل مبنى قصر ثقافة الطفل بمحافظة الأقصر، داخل محبسه بقسم شرطة بندر الأقصر.

وكان المتوفى، جمال أحمد محمد، المعروف بلقب "مقاول الأنفار"، محتجزاً على ذمة التحقيقات في القضية التي فُجرت مطلع يونيو الجاري. وبحسب تقرير مبدئي صادر عن مفتش الصحة بمحافظة الأقصر، فإن الوفاة جاءت نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية.

على الفور، باشر فريق من النيابة العامة معاينة جثمان المتوفى، وأصدر أوامره بندب الطبيب الشرعي. ويهدف هذا الإجراء إلى إعداد تقرير تفصيلي ودقيق يحدد السبب المباشر للوفاة، والأهم من ذلك، بيان ما إذا كانت هناك شبهة جنائية تحيط بالحادث، خاصة وأن المتهم كان يمثل حجر الزاوية في الكشف عن شبكة التنقيب غير المشروع.

تفاصيل القضية تعود إلى زيارة روتينية لوزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، لمبنى قصر ثقافة الطفل، حيث تم الكشف عن حفرة عميقة وشواهد لا لبس فيها على أعمال تنقيب غير مشروعة عن الآثار أسفل هذا الصرح الحكومي الهام. 

وكشفت التحقيقات الأولية عن أن شركة مقاولات، كان المتوفى "جمال أحمد محمد" يعمل بها، قدمت عرضاً "مجانيًا" لتنفيذ أعمال صيانة وتطوير للمبنى، وهو ما بدا لاحقاً كغطاء لأنشطة التنقيب السري.

وأمرت النيابة العامة سابقاً بحبس خمسة متهمين آخرين من العاملين بالشركة لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات، في إطار سعيهم لكشف خيوط هذه الشبكة الإجرامية التي تستهدف كنوز مصر الأثرية.

وبدأت فصول هذه القضية الغامضة بتاريخ 25 فبراير الماضي، عندما تقدمت شركة مقاولات من محافظة أسوان بعرض "مغري" لتنفيذ أعمال صيانة مجانية داخل قصر ثقافة الطفل بمنطقة أبو الجود التاريخية بالأقصر، بزعم الرغبة في الدعاية الإعلامية. وافقت الجهات المعنية، لتبدأ أعمال "التطوير" التي سرعان ما كشفت عن حقيقة صادمة.

بعد أيام قليلة من بدء العمل، وقع هبوط أرضي مفاجئ أمام المبنى، كاشفاً عن حفرة عميقة. لجنة أثرية ثلاثية من منطقة آثار الأقصر هرعت إلى الموقع للفحص، لتكتشف داخل الحفرة أدوات حفر متطورة، أقنعة أكسجين، بالإضافة إلى أمفورة أثرية كاملة تعود للعصر الروماني، وأوانٍ فخارية وطوب يعود للعصر البطلمي. هذه الاكتشافات تشير بقوة إلى احتمالية وجود كشف أثري بالغ الأهمية أسفل المبنى، مما يزيد من تعقيد القضية وتشابك خيوطها.