بيروت تضع اللمسات الأخيرة على "خطة السلاح" وسط ترقب فلسطيني

05:15 ص ,03 يونيو 2025

تتسارع وتيرة الجهود لترجمة التفاهمات الرئاسية بين بيروت ورام الله بشأن حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية ونزع السلاح الفلسطيني، في خطوة وصفتها مصادر بـ "التاريخية" لمستقبل المخيمات الفلسطينية في لبنان. 

وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة عن تحديات جمة، أبرزها الخلافات الداخلية في حركة "فتح" ومحاولات محور "الممانعة" عرقلة العملية برمتها.

ووصل عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عزام الأحمد، إلى بيروت مساء الأحد على رأس وفد، في زيارة يحرص على إبقائها بعيدة عن التغطية الإعلامية. ومع ذلك، كشفت مصادر فلسطينية لـ "الشرق الأوسط" عن ثلاث مهام رئيسية يناط به إنجازها:التأكد من وضع حد للتوترات الأخيرة داخل الحركة، التي نشأت نتيجة تباين وجهات النظر حول ملف تسليم السلاح. ومحاولة توحيد الموقف الفلسطيني إزاء هذا الملف، من خلال اجتماعات يعقدها الأحمد مع قادة الفصائل غير المنضوية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.

 والتفاهم مع السلطات اللبنانية على الآليات التنفيذية لعملية تسليم السلاح.

ولا تنفي مصادر حكومية لبنانية وجود "شد حبال بين الفصائل حول عملية التسليم". إلا أنها تؤكد في المقابل "إصراراً حاسماً من الحكومة اللبنانية على إطلاق هذه العملية"، كما هو متفق عليه في 16 يونيو الحالي في مخيمات بيروت. 

وفي خطوة متقدمة نحو التنفيذ، كشفت المصادر لـ"الشرق الأوسط" عن اجتماع مرتقب يوم بعد غد الخميس يجمع بين هيئة العمل الفلسطيني المشترك (تضم فصائل منظمة التحرير) والفصائل الأخرى، مع لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني التي يرأسها السفير رامز دمشقية. ويهدف هذا الاجتماع إلى استكمال وضع الآليات التنفيذية لعملية التسليم.

من جانبه، جزم الدكتور سرحان سرحان، نائب أمين سر حركة "فتح" في لبنان، بعدم وجود أي انقسام في صفوف الحركة. مؤكداً في تصريح لـ"الشرق الأوسط" أن "(فتح) تحت قيادة موحدة، والكل فيها موافق على ما تضمنه البيان الرئاسي المشترك الذي صدر عن الرئيسين عون وعباس". ولفت سرحان إلى أن زيارة الأحمد تستهدف "وضع آلية تطبيقية لما تم الاتفاق عليه".

وشدد سرحان على أن "كل الفصائل الفلسطينية، سواء المنضوية في منظمة التحرير أم لا، أعلنت موافقتها على أن تكون تحت سقف الدولة اللبنانية وقوانينها، وبالتالي على بسط الجيش اللبناني سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية". 

وأضاف: "نحن لا نتحدث هنا عن الإسلاميين المتطرفين أو الخارجين عن القانون، فنحن جاهزون للتعامل معهم وتسليمهم في حال توافر الغطاء القضائي - السياسي - الأمني اللازم". 

كما أكد سرحان أن "الفصائل في لبنان ستنفذ ما هو مطلوب منها بالكامل، ولن نكون خنجراً في خاصرة لبنان، ولن نسمح بأي فتنة فلسطينية - فلسطينية أو فلسطينية - لبنانية تحت أي ظروف".

يأتي هذا التأكيد بعد بيان أصدرته قيادة "فتح" قبل أيام، رداً على الحديث عن انقسام داخل الحركة، أكدت فيه التزامها الكامل بمضمون البيان الرئاسي الصادر عن القمة التي جمعت الرئيسين عباس وعون.

في المقابل.. قالت مصادر قريبة من حركة "حماس" لـ"الشرق الأوسط"، إن "زيارة عزام ليست لتوحيد الموقف الفلسطيني، إنما لترميم الشرخ الذي نشأ داخل (فتح) نفسها". 

وعدّت المصادر أنه "حتى الساعة لم تتم مقاربة ملف السلاح داخل المخيمات بشكل جدي ومعمق، بل بشكل سطحي". 

وبررت ذلك بأن "من تحدث باسم الفصائل في لبنان أشخاص يعيشون في رام الله ولا يعرفون شيئاً عن تعقيدات وحساسيات المخيمات في لبنان"، مؤكدة أن "موضوعاً بهذه الدقة يفترض أن يحل من خلال نقاش معمق عبر لجنة الحوار الوطني اللبناني – الفلسطيني".

اقرأ ايضا: إيرلندا تضع إسرائيل تحت مجهر العقوبات الاقتصادية

في السياق.. أشارت المصادر الفلسطينية إلى أنه "لم يُحسم بعد ما إذا كنا سنكون بصدد تسليم كامل السلاح، أو تسليم حصراً المتوسط والثقيل وتنظيم السلاح الفردي ليكون تحت سيطرة لجان أمنية فلسطينية تتولى أمن المخيمات بالتعاون والتنسيق مع أجهزة الدولة اللبنانية".

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2025

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com