"ذكرى احتلال القدس".. مسيرات بالأعلام وأخرى بالورود وفلسطين تنتظر نهاية للاستفزاز

02:01 م ,26 مايو 2025

في ذكرى احتلال القدس الشرقية، تشهد البلدة القديمة في مثل هذا اليوم من كل عام، مسيرتين متضادتين في الاتجاه والهدف، واحدة تلوح بالهيمنة، وأخرى تهمس بالتعايش، لكن في مدينة تخنقها القيود وتُغلق محالها قسرًا، يبقى للفلسطيني أن ينتظر نهاية "الاستفزاز".

مسيرة "الأعلام" يقودها قوميون يهود متطرفون ويتحول فيها العلم الإسرائيلي إلى أداة استفزاز للفلسطينيين، أما مسيرة "الورود" فينظمها نشطاء يساريون إسرائيليون في محاولة لتقديم وجه آخر للمدينة، وجه يدعو للتعايش ويقاوم الكراهية بالزهور.

اليوم الاثنين، اقتحم مئات المستوطنين المتطرفين، باحات المسجد الأقصى بحماية من قوات الجيش الإسرائيلي، بمشاركة أعضاء كنيسـت وعدد من الوزراء على رأسهم المتطرف إيتمار بن غفير.

كما اقتحم أكثر من 900 مستوطن، المسجد الأقصى، وأدوا طقوسًا تلمودية واستفزازية في باحاته، فيما رفعت مستوطنة علم الاحتلال عند المنطقة الشرقية من الأقصى، تزامنًا مع نشر شرطة الاحتلال حواجز حديدية في محيط باب العامود والبلدة القديمة للتضييق على المقدسيين، وسط إجراءات عسكرية مشددة.

المستوطنون حاولوا إدخال ما يُسمى "لفائف التوراة" إلى المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، وتجمع المئات منهم في ساحة البراق غرب المسجد الأقصى، وعند باب القطانين، وأدوا رقصات وطقوسًا تلمودية.

في غضون ذلك، اقتحم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، المسجد الأقصى، وكذلك عضو الكنيست المتطرف موشي فيجلن، بعد أن منح الأخير وسامًا لأحد جنود الاحتلال المتقاعدين، الذين شاركوا في احتلال القدس.

يُشار إلى أن اقتحامات المستوطنين والمضايقات على المصلين تضاعفت في الأيام الأخيرة، وسط دعوات من قبل جماعات استيطانية متطرفة، للمزيد من الاقتحامات وبكثافة أكبر، اليوم الاثنين بالتزامن مع "يوم القدس".

ومن المقرر أن تنطلق "مسيرة الأعلام" الاستفزازية من ساحة البراق، مرورًا بباب العمود، وحي الواد داخل البلدة القديمة، وهي مناطق مكتظة بالسكان الفلسطينيين، إذ نشرت قوات الاحتلال، منذ أمس الأحد، حواجز حديدية في محيط باب العمود، عند مدخل البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة.

ويردد المستوطنون شعارات في "مسيرة الأعلام" تدعو إلى ما يصفونه بـ"توحيد القدس"، في ذكرى احتلال القدس الشرقية، عام 1967 وضمها إلى القدس الغربية.

وهاجم يمينيون إسرائيليون المحال التجارية في البلدة القديمة واعتدوا على المواطنين الفلسطينيين في الطرقات بمن فيهم كبار بالسن ونساء، ورددوا هتافات مناهضة للمواطنين الفلسطينيين من قبيل "لتُحرق قريتكم".

وفي هذه المسيرة، يرفع المشاركون الأعلام الإسرائيلية، ويرددون شعارات عنصرية وتحريضية ضد العرب، وسط أجواء تتسم بالاستفزاز المتعمد، كما يصفها سكان المدينة.

وتنتهي المسيرة في المساء عند حائط البراق الذي يسميه اليهود "الحائط الغربي" ويقولون إنه آخر ما تبقى من الهيكل الثاني الذي دمره الرومان عام 70 ميلادية. ويُعد هذا الموقع الأقدس لدى اليهود الذين يُسمح لهم بالصلاة فيه.

أما في الجهة المقابلة، يحاول نشطاء يساريون إسرائيليون كسر هذا النمط من المواجهة بتنظيم "مسيرة الورود"، وهي فعالية سلمية تهدف إلى توزيع الزهور على سكان القدس، خصوصًا من المسلمين والمسيحيين.

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2025

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com