إيرلندا تضع إسرائيل تحت مجهر العقوبات الاقتصادية

في خطوة غير مسبوقة داخل الاتحاد الأوروبي، كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية يوم الإثنين، عن تحرك حكومة إيرلندا لطرح مشروع قانون يهدف إلى حظر التجارة مع الشركات الإسرائيلية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. 

هذا التشريع المرتقب يضع إيرلندا في طليعة الدول الأوروبية التي تتخذ إجراءات اقتصادية ملموسة ضد الأنشطة الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

ويستهدف مشروع القانون الشركات الإسرائيلية التي تُمارس أعمالها في المستوطنات بالضفة الغربية والقدس الشرقية. 

وفي تصريح للصحيفة، أوضح وزير الخارجية الإيرلندي، سايمون هاريس، أن التشريع سيركز على حظر استيراد السلع المنتجة من قبل هذه الشركات، مستثنياً الخدمات مثل تأجير العقارات عبر المنصات الإلكترونية، وكذلك السلع الفلسطينية المصنعة في ذات المناطق كزيت الزيتون، لضمان عدم الإضرار بالاقتصاد الفلسطيني.

هذا الإجراء، الذي يمثل سابقة داخل الاتحاد الأوروبي، يأتي، بحسب هاريس، "رداً على التصعيد وجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة". 

ويُعول الوزير الإيرلندي على بدء التدقيق البرلماني في مشروع القانون في شهر يونيو (حزيران) المقبل، معرباً عن أمله في أن يكون لهذا التحرك "أثر عميق"، رغم إدراكه بأن "تحرك الاتحاد الأوروبي بشكل جماعي سيكون له أثر أعمق بكثير".

تتزامن هذه الخطوة الإيرلندية مع تصعيد واسع في المواقف الدولية تجاه إسرائيل. فقد أشار هاريس إلى أنه سيطلق عملية صياغة التشريع غداً الثلاثاء، وذلك بعد أيام قليلة من تصويت أغلبية دول الاتحاد الأوروبي على مراجعة اتفاقية التجارة بين الاتحاد وإسرائيل. هذه الاتفاقية، التي وُقعت عام 1995، تمثل الإطار القانوني الناظم للعلاقات السياسية والاقتصادية بين الطرفين.

وفي تأكيد على هذا الضغط المتزايد، أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، يوم الثلاثاء الماضي، عقب اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد، أن التكتل سيعيد النظر في اتفاق الشراكة مع إسرائيل بسبب الوضع "الكارثي" في قطاع غزة.

اقرأ ايضا: نزع السللاح أو استمرار الحرب؟ تصريحات أمريكية تضع حماس أمام خيار حاسم

ولم يقتصر الضغط على الاتحاد الأوروبي، فقد لوّح قادة كل من بريطانيا وكندا وفرنسا، الاثنين الماضي، بفرض عقوبات على إسرائيل في حال لم توقف هجومها العسكري المتجدد في غزة، ولم ترفع القيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية.