نزع السللاح أو استمرار الحرب؟ تصريحات أمريكية تضع حماس أمام خيار حاسم

04:44 ص ,15 مايو 2025

في تصعيد لافت للموقف الأمريكي تجاه مستقبل قطاع غزة، أكد المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن أي تسوية مستدامة للصراع في القطاع المحاصر يجب أن تتضمن تفكيك القدرة العسكرية لحركة حماس بشكل كامل. 

وشدد ويتكوف- في حوار حصري مع مجلة "ذي أتلانتيك" - على أن بقاء حماس كقوة مسلحة يمثل عائقًا جوهريًا أمام تحقيق سلام دائم في المنطقة.

في المقابل، قوبلت هذه التصريحات برفض قاطع من حركة حماس، التي ترى في أي دعوة لنزع سلاحها تقويضًا لمقاومتها وحقوقها الوطنية، وتؤكد الحركة أن هذا الشرط لا يخدم جهود إنهاء الحرب ولا يمثل أساسًا لحل مقبول وطنيًا.

ويتلاقى المطلب الأمريكي مع إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يعتبر نزع سلاح حماس شرطًا لا غنى عنه لأي تهدئة محتملة. هذا الإصرار الإسرائيلي يواجه أيضًا رفضًا من الحركة الفلسطينية طالما استمر الوجود العسكري الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.

تأتي هذه التصريحات الحادة في خضم مفاوضات حساسة تجري حاليًا بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل للأسرى بين الجانبين. 

وتقدم ويتكوف بمقترح يتضمن إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة مقابل هدنة إنسانية في القطاع. 

ومع ذلك، يظل الخلاف العميق حول مسألة نزع سلاح حماس يشكل العقبة الأكبر أمام تحقيق اختراق شامل ينهي دائرة العنف.

وفي سياق متصل، كشف ويتكوف عن وجود انقسام حاد في الرأي العام الإسرائيلي بشأن الأولويات الملحة، حيث تتضارب الأصوات بين ضرورة استعادة الرهائن المحتجزين في غزة والتمسك بشروط التهدئة، بما في ذلك نزع سلاح حماس. 

هذا الانقسام الداخلي في إسرائيل يزيد من تعقيد المشهد ويضع علامات استفهام حول إمكانية التوصل إلى تسوية تفاوضية قريبة.

تصريحات ويتكوف تضع الكرة في ملعب حركة حماس بشكل مباشر، وتزيد من الضغوط عليها لتقديم تنازلات جوهرية قد تغير من طبيعة وجودها كقوة مسلحة. 

في الوقت نفسه، يبرز هذا الموقف الأمريكي مدى التباعد في رؤى الأطراف المعنية حول مستقبل غزة، ويشير إلى أن الطريق نحو حل طويل الأمد لا يزال محفوفًا بالتحديات والعقبات الكبيرة.

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2025

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com