بعد استقالة رئيس الأركان الإسرائيلي.. هل يواجه "نتنياهو" مصير "غولدا مائير"؟

03:18 م ,22 يناير 2025

حالة من الاضطراب والانقسام تنتاب الداخل الإسرائيلي منذ هجوم 7 أكتوبر، الذي اعتُبر "أكبر فشل" في تاريخ دولة الاحتلال، بعدما فشل الجيش في صد هجوم الفصائل الفلسطينية.

وفي السياق، أجمعت وسائل إعلام عبرية على فشل الحرب على غزة، مع تصاعد الانتقادات من قادة أمنيين سابقين للتعامل الحكومي مع الأزمة، ومع استمرار التوترات، يبقى السؤال الأبرز: هل اقتربت ساعة سقوط حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ونهاية مستقبله السياسي؟.

اقرأ ايضا: "فشلنا في 7 أكتوبر".. حالة انهزامية واستقالات بالجملة تضرب الجيش الإسرائيلي

نتنياهو يواجه مصيرًا مجهولًا أشبه بمصير رئيسة وزراء دولة الاحتلال "غولدا مائير"، أثناء حرب أكتوبر 1973، إذ انفرط عقد حكومته بعدما استقال رئيس الأركان، وانسحاب حزب "عوتسما يهوديت" من الائتلاف الحكومي وتهديد رئيس الشاباك بالاستقالة، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية. 
الصحيفة العبرية قالت: بالنظر إلى الأزمات السابقة التي مر بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، نجد أن استقالة رئيس الأركان عادة ما تسهم في زيادة الضغوط على رئيس الحكومة للاستقالة أيضًا، فعقب انتصارات الجيش المصري المدوية في حرب السادس من أكتوبر 1973، كان رئيس الأركان وقتها دافيد إليعازر، أول من استقال من كبار المسؤولين بعد تحقيقات أثبتت فشلهم الذريع، ما أدى إلى تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة، وبعد 11 يومًا من استقالة إليعازر، قدمت رئيسة الوزراء آنذاك، جولدا مائير، استقالتها، تلتها استقالة وزير الدفاع موشيه ديان. 

ويعد يوم السادس من أكتوبر 1973، أعظم انتصارات الأمة العربية في تاريخها الحديث الذي جسد أصالة شعب مصر وقواته المسلحة وعظمة ولائهم للوطن، وأصبح هذا الانتصار نقطة تحول كبرى في التاريخ الحديث وفي مسار الصراع العربي الإسرائيلي، حيث استطاعت القوات المسلحة المصرية الباسلة تحطيم أسطورة "الجيش الذي لا يقهر" والتي كان يرددها قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتزامنت هذه الاستقالات مع موجة من الانتقادات الحادة، إذ شهدت دولة الاحتلال احتجاجات واسعة داخلية من المستوطنين والمجتمع السياسي، بما في ذلك مطالبات من المعارضة بإقالة "مائير" و"ديان".

واليوم، بعد فشل جيش الاحتلال في مواجهة عملية "طوفان الأقصى"، التي أسفرت عن مقتل وإصابة الآلاف من الجنود الإسرائيليين، بل واحتجاز المقاومة الفلسطينية آخرين، تتعرض حكومة نتنياهو المتطرفة لانتقادات شديدة من قبل الإسرائيليين الذين يطالبون بإقالتها ومحاسبة وزرائها. 
ووفق "يديعوت أحرونوت"، بدأت حكومة نتنياهو في الانهيار مع استقالة رئيس الأركان هرتسي هاليفي، أمس الثلاثاء، واعترافه بفشل جيش الاحتلال في 7 أكتوبر، وأعلن عزمه استكمال التحقيقات قبل مغادرته منصبه، مارس المقبل. 

وفي نوفمبر الماضي، أقال نتنياهو، وزير دفاع جيش الاحتلال يوآف جالانت، بسبب الخلافات حول إدارة الحرب على قطاع غزة ولبنان، واستبدله بـ يسرائيل كاتس الموالي له.

ولم تتوقف موجة الاستقالات عند القادة العسكريين، بل طالت أيضًا حزب الائتلاف الحاكم الذي يواجه انهيارًا خاصة بعد دعوته زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد لاستقالة الحكومة. آخر هذه الاستقالات كان انسحاب حزب "عوتسما يهوديت" اليميني المتطرف بقيادة وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، عقب موافقة الحكومة على اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس في قطاع غزة، ما يعكس تزايد الضغوط الداخلية على حكومة نتنياهو.

وكرّر حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف بزعامة بتسلئيل سموتريتش معارضته لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وهدد أيضا بانسحابه من الائتلاف الحكومي.

الاستقالات تضرب جيش الاحتلال
واستقال العديد من القادة العسكريين، من بينهم اللواء يارون فينكلمان، قائد المنطقة الجنوبية لجيش الاحتلال، الذي عبر عن شعوره بالفشل، قائلًا: "فشلنا في الدفاع عن جنوب إسرائيل، وسيظل ذلك محفورًا في ذاكرتي إلى الأبد". 

واستقال اللواء أهارون حاليفا، رئيس الاستخبارات العسكرية، قائلًا: "أحمل ذلك اليوم الأسود معي يومًا بعد يوم، وسأحمل هذا الألم الرهيب إلى الأبد".

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2025

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com