بدأت جولة جديدة في القاهرة بين حركتي "فتح" و"حماس" الفلسطينيتين؛ لبحث مستقبل إدارة قطاع غزة عبر لجنة مساندة.
الخطوة تأتي في ظل مساع مصرية وأميركية لإبرام هدنة بالقطاع تحاكي نظيرتها في لبنان التي تمت قبل أيام، وتمتد أيضاً لنحو 60 يوماً.
اقرأ ايضا: انتهاء مشاورات القاهرة.. وحماس توافق على مقترح مصر بشأن "إدارة غزة"
وتهد هذه الجولة هي الثالثة في نحو شهرين، والتي تستضيفها مصر، وقد تكون الأقرب لحسم اتفاق بين الحركتين، في ظل تفاهمات تنتظر إقرار حل لموظفي "حماس" الذين لن يكونوا بالإدارة الجديدة.
وبحسب مراقبين، فإن ذلك المسار هو أقرب للحدوث، في ظل تسريبات في الإعلام الإسرائيلي عن محادثات بشأن فتح معبر رفح المُغلق من الجانب الفلسطيني منذ مايو (أيار) الماضي، عقب سيطرة إسرائيلية، مرجحين "الذهاب لتهدئة قريباً بالقطاع، وإبرام صفقة تبادل للأسرى والرهائن، وبدء تدفق إغاثي للقطاع عبر المعبر الحدودي مع مصر"، خصوصاً مع تحضيرات القاهرة لمؤتمر إغاثي، الاثنين المقبل.
وكانت "فتح" و"حماس"، قد عقدتا اجتماعين مماثلين بالقاهرة أوائل أكتوبر (تشرين الأول)، ونوفمبر (تشرين الثاني)، وشهدت الاجتماعات السابقة محادثات بشأن "إنشاء (لجنة الإسناد المجتمعي) معنية لإدارة شؤون قطاع غزة، والسعي لتحقيق الوحدة الفلسطينية، وعدم فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة".
والمقترح المطروح على الطاولة، منذ بداية محادثات الحركتين، حسب مصادر فلسطينية، مرتبط بتشكيل "هيئة إدارية" لقطاع غزة، يُطلق عليها اسم "اللجنة المجتمعية لمساندة أهالي قطاع غزة"، تتبع السلطة الفلسطينية، وتتضمّن شخصيات مستقلة، وتصدر بمرسوم رئاسي من الرئيس محمود عباس، وتتولّى مهمة إدارة الشؤون المدنية، وتوفير المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، وتوزيعها في القطاع، وإعادة تشغيل معبر رفح الحدودي مع مصر، والشروع في إعادة إعمار ما دمّرته الحرب الإسرائيلية.
ولم يحسم الجانبان المقترح في الجولة الأولى، ولم تصدر نتائج بشأنه، وتُرك المجال لهما للعودة إلى قياداتهم، وفق المصادر ذاتها، قبل أن يكشف مصدر أمني مصري لقناة "القاهرة الإخبارية" الفضائية، عقب انطلاق الجولة الثانية أن "الحركتين لديهما نظرة إيجابية تجاه التحركات المصرية بشأن تشكيل (لجنة الإسناد المجتمعي)".
وبحسب معلومات القيادي في حركة "فتح"، أستاذ العلوم السياسية، الدكتور أيمن الرقب، فإن "الاجتماعات المنتظرة ستشهد في الجولة الثالثة استكمال التوافق بشأن لجنة إدارة غزة، بجانب تشكيل جهاز أمني يتبع السلطة ومنح موظفي (حماس)، الذين سيحالون للتقاعد، رواتب تقاعدية".
وتوقع أن "تكون هذه الجولة مهمة وأكثر اقتراباً من الخروج باتفاق في القاهرة بعد تجاوز كل العقبات، خصوصاً بشأن كيفية تشكيلها والتوافق على تبعيتها للسلطة".
ويرى المصدر أن "القاهرة معنية أكثر حاليّاً بالتوصل لاتفاق بشأن إدارة غزة، ضمن حراكها الدائم للتوصل لهدنة تُحاكي ما حدث في لبنان ولو بشكل جزئي".
ولفت إلى أن "(حماس) تناقش مع القاهرة تفاصيل مقترح هدنة متدرجة تمتد لنحو 45 يوماً، تشمل تبادلاً للأسرى وتشغيل معبر رفح تحت إشراف لجنة المساندة، وخروج عدد من الجرحى الفلسطينيين للعلاج، وإدخال كميات كبيرة إغاثية للقطاع".
وفي اعتقاد الرقب، فإن "(حماس) قد توافق في هذه المرحلة على انسحاب جزئي لقوات الاحتلال؛ استعداداً لنقاش أوسع لخروج القوات الإسرائيلية كليّاً بعد ذلك، مع تأكيد موافقة الحركة على عدم وجودها في مشهد الحكم، في ظل الظروف الراهنة واستعداداً لانتخابات تالية دون أن يكون لذلك تأثير على قواتها العسكرية، التي لا تزال موجودة في القطاع رغم الضربات التي تلقتها".
وأعلن البيت الأبيض، الأربعاء، أن الولايات المتحدة تبذل جهوداً دبلوماسية جديدة، بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار، والاتفاق على إطلاق الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، بمساعدة تركيا وقطر ومصر.
اقرأ ايضا: توافق بين فتح وحماس على إعادة تشغيل معبر رفح تحت إدارة السلطة الفلسطينية
وبالتزامن، قال السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، في مقابلة مع "أكسيوس" الأميركي، إن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يريد أن يرى وقف إطلاق النار وصفقة الأسرى في غزة قبل توليه منصبه، وسط تقديرات أنه لا يزال هناك 101 أسير في غزة من قِبَل "حماس"، بمن في ذلك 7 مواطنين أميركيين.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com