كاتبة إسرائيلية: دولتنا "فاشية".. وجماهيرنا تصدق "حماس" أكثر من إعلامنا

02:19 م ,11 يونيو 2024

قالت أوريت ياعيل المتخصصة في التاريخ الاجتماعي، والمحاضرة الناشطة في الأوساط المدنية الإسرائيلية، إن "تخلي الدولة عن مستوطنات غلاف غزة في هجوم السابع من أكتوبر جاء تحقيقًا لأهداف أيديولوجية لا ترى في المستوطنين أهمية تُذكر".

وأضافت ياعيل - في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل" العبري - "أنه من أجل ذلك يُعاني المختطفون ويقتلون في أنفاق حماس منذ أشهر، في حين يرفض وزير الأمن إيتمار بن غفير ووزير المالية بيتسلئيل سموتريش، إطلاق سراحهم، بزعم أنهم لا يستحقون الثمن الذي قد تدفعه الدولة، رغم أن الجنود في الجبهتين الجنوبية والشمالية منهكون، ومع ذلك فإن القتال لا يتوقف بزعم تحقيق (النصر الكامل)".

اقرأ ايضا: "كتائب القسام" تعلن القضاء على قوة إسرائيلية راجلة بالكامل

وتابعت كاتبة المقال: "شمال الدولة يحترق، والمنازل تشتعل بعد قصفها، وتدميرها، وتم إفراغ المستوطنات من سكانها، فيما يُنشئ الوزراء مستوطنات جديدة في المناطق التي تخدم الأيديولوجية المسيحانية للتفوق العنصري، ويتم إجلاء عشرات الآلاف من العائلات من منازلها في الشمال والجنوب، وبات المطلوب منهم مزيدًا من التحمل من أجل الأمن الداخلي للدولة".

وأكدت أن "كل ذلك يحصل في ظل تهديد وزارة الأمن القومي وشرطتها السرّية بحظر حرية التعبير، ومنع الاحتجاج على أنشطة الحكومة في الشوارع أو على وسائل التواصل الاجتماعي أو في الأوساط الأكاديمية، ومن يجرؤ سيواجه هذه الشرطة العنيفة، التي ستبادر للاعتقالات التعسفية، والتحقيق في جرائم لا وجود لها وفق القانون".

ورأت أن "الدولة ووسائل الإعلام تخفي معلومات حيوية، أو تنشر أخبارًا جزئية أو كاذبة، ويصدق الجمهور شبكات حماس، أكثر من وسائل الإعلام الإسرائيلية، فيما تُقام مسيرات رمزية في مناطق التوتر لإثبات التفوق الوطني، وتظهر فيها كل الخصائص الفاشية، بما فيها الاستخدام الدعائي لوسائل الإعلام، والتعدي على حرية التعبير، وتفعيل الشرطة، وآليات الرقابة على الإسرائيليين، والإضرار بحياة الجنود والمختطفين والمهجرين، في الشمال والجنوب".

واعتبرت أن "شعار الحكومة بات أن كل ما يخدم أهداف الدولة وأمنها أسلوب مشروع، ولسان حالها أن الدولة قبل كل شيء، جنبًا إلى جنب مع الأيديولوجية اليهودية المسيحانية، وتعزيز مكانة الزعيم وبقائه، ويهدد الوزيران بن غفير وسموتريتش بالاستقالة من الحكومة إذا تمت صفقة التبادل، وبالتحديد إذا توقفت حرب  غزة، رغم أنهما لم يخدمان في الخدمة القتالية في الجيش، ولا يعرفان بشكل مباشر ما هي الحرب التي تظهر بخصائصها الفاشية".

اقرأ ايضا: اغتيال المتحدث باسم "حزب الله" في غارة إسرائيلية على بيروت

واختتمت بالقول: "تؤكد هذه القناعات الإسرائيلية أن قادة دولة الاحتلال اليوم، يرون أن انتصارها هو انتصارهم الشخصي وانتصار للأيديولوجية المسيحانية التي يدافعون عنها، ولهذا فهم على استعداد للتضحية بحياة كل الإسرائيليين الآخرين، رغم أنه من المثير للدهشة أن أيًا منهم لم يدفع، ولن يدفع أي ثمن شخصي لهذا النصر المزعوم، وهنا تكمن حماستهم في إجبار الباقين على دفع مزيد من الأثمان البشرية والاقتصادية في هذه الحرب العبثية الدائرة في غزة".

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2024

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com