طلب الجيش الإسرائيلي من سكان أحياء إضافية في شرق رفح إخلاءها، كما طالب "جميع السكان والنازحين الموجودين" في بعض مناطق شمال القطاع مثل جباليا وبيت لاهيا، بالتوجه إلى غرب مدينة غزة، وهو ما يحمل عدة دلالات.
وأشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إلى أمرين ملفتين بشكل خاص فيما يتعلق بتحذيرات الإخلاء الأخيرة، أولهما أن التحذيرات الموجهة إلى سكان أحياء رفح وُضعت في أسفل المنشورات التي نشرها الجيش الإسرائيلي بوسائل التواصل الاجتماعي، كما لو أن إسرائيل تحاول "التقليل من أهمية الهجوم القادم".
اقرأ ايضا: أبو عبيدة: مقتل أسيرة إسرائيلية جراء العدوان على شمال غزة
وربما يكون السبب في ذلك أن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين قالوا لوسائل الإعلام خلال الفترة الماضية، إنهم ينفذون عمليات "دقيقة ومحدودة وموجهة" في المدينة بهدف وحيد هو الاستيلاء على معبر رفح الحدودي الرئيسي مع مصر.
لكن من الواضح الآن أن هذا الأمر "ليس صحيحا"، ما يعكس ترددا في تسليط الضوء على بداية مرحلة جديدة، ربما تكون "دموية للغاية"، في الحرب على غزة.
أما الأمر الثاني المُلفت هو أن تلك التحذيرات تدعو إلى إخلاء مناطق في شمال غزة كانت بالفعل موقعا لعمليات عسكرية إسرائيلية متكررة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يضطر فيها الجيش الإسرائيلي إلى العودة إلى أجزاء من الأراضي التي انسحب منها، ما يسلط الضوء على مدى الصعوبة التي واجهها الجيش الإسرائيلي، وسوف يعاني منها في القضاء على حماس في غزة.
ولأسباب سياسية ودبلوماسية واقتصادية، لا ترغب إسرائيل في الاحتفاظ بأعداد كبيرة من قواتها على الأرض في غزة، وقد فشلت في بناء أي نوع من الإدارة الفعالة في المناطق التي يفترض أنها طردت حماس منها.
اقرأ ايضا: 66 شهيدا معظمهم أطفال ونساء في قصف شمال غزة
وسمح هذا الوضع لحماس بـ"العودة إلى معاقلها السابقة"، التي تحولت الآن في كثير من الأحيان إلى أنقاض، لتجد إسرائيل نفسها عالقة في الفخ الكلاسيكي للحرب ضد حماس، فهي في حاجة إلى نصر حاسم بينما يحتاج عدوها فقط إلى البقاء.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com