إعلام أميركي: إيران قد تثأر بنفسها بعد اسـ تهداف سفارتها بسوريا

03:24 ص ,07 ابريل 2024

ذكرت صحيفتا "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" وموقع "الحرة"، أن الولايات المتحدة وإسرائيل في حالة تأهب قصوى، منذ الخميس الماضي؛ استعدادا للرد الذي وعدت به إيران بعد الغارة الإسرائيلية في دمشق، الأسبوع الماضي، والتي أسفرت عن مقتل قادة إيرانيين كبارا وأثارت مخاوف من اتساع نطاق الحرب في المنطقة.
 وأضافت وسائل الإعلام الأميركية- في تقرير- أن رغم الخطاب القوي الذي تستخدمه إيران، فمن المحتمل أن تقوم بدراسة أي رد بعناية.. مشيرة إلى أن إيران لا تزال تتجنب الانزلاق إلى حرب مكلفة، مع الحفاظ على قدرتها على دعم القوات بالوكالة التي تبادلت إطلاق النار مع إسرائيل وهاجمت حليفتها الرئيسية، الولايات المتحدة، في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
 ونقلت وسائل الإعلام عن لاري كورب مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق كبير الباحثين في مركز التقدم الأميركي قوله، إنه من المستبعد أن تُقدم طهران حاليا على الدخول في حرب مواجهة مباشرة مع إسرائيل، لأن من شأنها إشعال المنطقة وستكون تكلفتها باهظة".
 وأضاف أن إيران ستستخدم أحد أذرعها لمهاجمة القوات الأميركية في إحدى قواعدها في العراق على سبيل المثال، أو أن تستهدف إسرائيل من خلال حزب الله في جنوب لبنان، أو حتى عبر الحوثيين في اليمن، لإصابة أهداف معينة لكنها بشكل عام ستتجنب إثارة حرب شاملة أو كبيرة.
 وأعطى مساعد وزير الدفاع الأسبق مثالا على اتباع إيران استراتيجية محددة تعتمد على تجنب إثارة حرب واسعة، وهي أنه بعد شن الولايات المتحدة هجمات انتقامية على مواقع للميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا، في فبراير الماضي طُرح تساؤلات أيضا بشأن إمكانية حصول مواجهة مباشرة بين واشنطن وطهران، لكن المثير من وجهة نظر كورب هي أن إيران لم تمتنع عن الرد فحسب بل أصدرت أوامر إلى عملائها ومؤيديها في العراق بالتوقف عن مهاجمة القوات الأميركية.
 وفي السياق.. وفي حديث مع شبكة "سي إن إن"، قال وزير الدفاع الأميركي السابق مارك إسبر، الجمعة، إنه من المرجح أن تنتقم إيران من إسرائيل بسبب الهجوم الصاروخي الأخير الذي أصاب قنصلية طهران في دمشق بسوريا. وتوقع إسبر أن تتخذ إيران إجراءات ضد إسرائيل للحفاظ على كرامتها، لكن على نطاق محدود لتجنب حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط.
 جدير ذكره.. أن غارة جوية إسرائيلية أصابت مبنى كان جزءًا من مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنرالات وأربعة ضباط آخرين في فيلق القدس.
 بدوره.. هدد القائد العام للحرس الثوري الإسلامي الإيراني الجنرال حسين سلامي، أمام حشد في طهران حضر جنازة الضباط الذين قُتلوا في دمشق، بالانتقام من إسرائيل، وقال "رجالنا الشجعان سيعاقبون النظام الصهيوني". وأضاف: "نحذر من أن أي عمل يقوم به أي عدو ضد نظامنا المقدس لن يمر دون رد، وأن فن الأمة الإيرانية هو كسر قوة الإمبراطوريات".
 وتم وضع القوات العسكرية الأميركية في المنطقة في حالة تأهب قصوى. ووضعت إسرائيل أيضًا جيشها في حالة تأهب قصوى، كما تم إلغاء إجازات الوحدات القتالية، وتم استدعاء بعض جنود الاحتياط إلى وحدات الدفاع الجوي، وحجبت إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
 في المقابل.. قال مسؤولان إيرانيان، طلبا عدم الكشف عن هويتهما لـ"نيويورك تايمز"، إن إيران وضعت جميع قواتها المسلحة في حالة تأهب قصوى، وإنه تم اتخاذ قرار بأن إيران يجب أن ترد مباشرة على هجوم دمشق لخلق الردع.
 وذكرت الصحيفة، أن هناك سوابق لرد قوي من جانب إيران. وقبل أربع سنوات، بعد أن قتلت الولايات المتحدة قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، أطلقت إيران صواريخ على قواعد أميركية في العراق، ما أدى إلى إصابة أكثر من 100 جندي.
 وأضافت أن القرار النهائي بشأن مسألة مهمة مثل توجيه ضربة لإسرائيل يقع على عاتق المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي يشغل أيضًا منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وكان خامنئي هو الذي أمر بهجوم عام 2020 انتقاما لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني.
 وأِشارت إلى أنه رغم أن الميليشيات التابعة لإيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط شنت عددًا من الهجمات على إسرائيل منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر، إلا أن طهران حرصت على تجنب صراع مباشر قد يؤدي إلى حرب شاملة.
 ورجحت "نيويورك تايمز" نقلا عن محللين عسكريين أميركيين، أن تضرب إيران إسرائيل بنفسها بدلاً من قيام وكلائها بمهاجمة القوات الأميركية في المنطقة، بما في ذلك في العراق وسوريا، كما فعلوا أكثر من 170 مرة في الأشهر الأربعة التي تلت هجوم حماس في 7 أكتوبر ضد إسرائيل.

اقرأ ايضا: إدارة ترامب تستعد لفرض "الضغط الأقصى" على إيران مع بدء ولايته

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2024

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com