قال عضو لجنة الطوارئ الصحية في قطاع غزة، معتصم صلاح، إن الوضع في مستشفى الشفاء بالقطاع "كارثي"، مؤكدًا أن المجمع الصحي الفلسطيني الأكبر "لن يعمل بعد اليوم".
وأضاف صلاح - في تصريحات، اليوم الثلاثاء - أنه بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من المستشفى، عقب عملية استمرت لأسبوعين، حلت "كارثة بتدمير المستشفى الأكبر في فلسطين".
اقرأ ايضا: "متى يستيقظ الإسرائيليون؟".. جندي عائد من غزة يروي "ممارسات مرعبة" للجيش بحق الفلسطينيين
وتابع: "حلت كارثة بالمنظومة الصحية في غزة.. عدد الأسرة التي كان يحتويها مجمع الشفاء بلغت أكثر من 750، وضم المجمع مبنى للجراحات المتقدمة، وللعناية المركزة، ووحدة لعلاج أمراض القلب، وغرف عمليات.. كل هذا تم تدميره".
وأوضح أنه تم تدمير مباني الجراحة العامة، وأكبر قسم طوارئ، ومبنى الحروق، ومبنى الباطنة والأمراض الصدرية، ومبنى الولادة، والعيادات الخارجية والأشعة، مؤكدًا أن مجمع الشفاء الطبي لن يعمل بعد اليوم.
المسؤول الطبي أشار كذلك إلى أن "حجم الدمار لا يمكن وصفه، ولا يمكن إعادة ترميم أو تشغيل المستشفى. المبنى قائم وتتضح عليه الأضرار الخارجية، لكن بالداخل جميع الأجهزة والمعدات متفحمة بالكامل. حتى الجدران الأسمنتية بالداخل آيلة للسقوط".
وأكد أنه خلال الاقتحام الأخير للجيش الإسرائيلي للمستشفى "استشهد 3 مدراء أقسام"، موضحًا: "تم اعتقال أو استهداف الكوادر الطبية، حيث تم إعدام مدير دائرة الصيدلة، والدكتور محمد النونو، ومدير الهندسة والصيانة، ومدير المختبر.. وكأن الحرب مع القطاع الصحي".
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، في 18 مارس، عملية كانت الثانية له في مجمع الشفاء الطبي منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر.
وفي بيان له أمس، أعلن الجيش، أن قواته انسحبت من مجمع الشفاء بعد عملية استمرت أسبوعين قتلت خلالها "مسلحين فلسطينيين في اشتباكات، وضبطت أسلحة ووثائق مخابرات".
وأضاف أن عملية تمشيط المستشفى انتهت "من دون إلحاق أضرار بالمدنيين والمرضى والفرق الطبية".
فيما قالت وزارة الصحة في غزة، الإثنين، إن الجيش الإسرائيلي انسحب من مجمع الشفاء الطبي "وجرى انتشال عشرات الجثث من داخله ومحيطه"، لافتة إلى أن "بعضها متحلل".
ونشر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، على حسابه في منصة "إكس"، صورة للمجمع بعد انتهاء العملية العسكرية، يظهر فيها بعض المباني وقد تعرضت لأضرار كبيرة، مؤكدا أن المستشفيات "يجب أن تكون محمية".
وانتشرت صور وفيديوهات لبعض مباني المجمع وقد تضرر بعضها، فيما بدت آثار الحرق على مبان أخرى.
منذ اندلاع الحرب منذ 6 أشهر تقريبًا، شن الجيش الإسرائيلي عددًا من العمليات التي طالت مستشفيات ومرافق طبية والأحياء المحيطة بها، متهمًا حماس باستعمالها كستار لنشاطاتها، لكن الحركة نفت بشدة استخدام مقاتليها الشفاء وغيره من المرافق الصحية.
يأتي ذلك فيما يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 32 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.
وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.
اقرأ ايضا: حماس: لا صفقة أسرى إلا بعد انتهاء الحرب على غزة
وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com