يُعد "عيد المساخر" أو (بوريم) بالعبرية، من أكثر الأيام شعبيةً في دولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث يتم الاحتفال فيه بذكرى هزيمة اليهود لأعدائهم بمملكة فارس في القرن الـ5 قبل الميلاد.
ويخلّد عيد المساخر الأحداث التي تم ذكرها في "سِفر إستير" من الكتاب المقدس. وفي الآية 8 من الإصحاح الثالث في السِّفر المذكور، يقول هامان حجي، كبير الوزراء في الإمبراطورية الفارسية، لملك فارس أحشويروش إنه هناك "شعب ما مشتت ومتفرق بين الشعوب في كل بلاد مملكتك، وسننهم مغايرة لجميع الشعوب، وهم لا يعملون بسنن الملك، فلا يليق بالملك تركهم".
وتابع هامان: "إذا حسُن عند الملك، فليكتب أن يُبادوا". وبمبادرة هامان صدر أمر بذبح جميع اليهود في الإمبراطورية الفارسية، ولكنه يُقال في سفر أستير بعد ذلك إن مؤامرة هامان أُحبطت و"كان لليهود نور وفرح وبهجة وكرامة.. وولائم ويوم طيب".
إذ تدخل مستشار الملك، موردخاي، وابنة أخيه إستير، وساهما في تغيير هذا الحكم، حتى صعدت إستير إلى العرش بزواجها من الملك وإخفاء هويتها اليهودية. وبعد الكشف عن أنها يهودية وأنها ستكون واحدة من القتلى في مؤامرة هامان، أقنعت إستير الملك بوقف تدمير شعبها.
و يعرض الكتاب وفي الفصل الكامل الأخير تفاصيل قيام اليهود بقتل 75 ألف فارسي في رد فعل انتقامي. وتنتهي القصة بإعلان موردخاي وإستير عن إقامة عيد للشعب اليهودي احتفالاً بخلاصهم من الإبادة.
ومن هذا المنطلق يتم الاحتفال باليوم باعتباره انتصاراً لليهود وإعلاناً للنجاة، وعادة ما يرتبط بالعطلات والمراسم الاحتفالية الكرنفالية والإفراط في الشراب، وتتخذه جماعات الهيكل منطلقاً لتعبئة جمهورها استعداداً للاستفزازات الكبرى في عيد الفصح اليهودي.
وعادة ما يحتفل ساكني المدن المحاطة بالأسوار مثل القدس وعكا في يوم مختلف عن ساكني المدن الأخرى، ويرجع ذلك وفقاً للمعتقد اليهودي لأن اليهود في شوشان (إحدى عواصم الإمبراطورية الفارسية) منحوا يوماً إضافياً للقتال، وبالتالي فهم يحتفلون في يوم إضافي عن غيرهم.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com