في وقت تستعر فيه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، يمارس خلالها العدوان سلاح التجويع للضغط على السكان لإجبارهم على النزوح، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بفيديو لرسالة إنسانية مؤثرة لطفل غزي، كتبها لجنود مصريين على الحدود المشتركة بعنوان "بدي أكل لإخواتي".
ومع انسداد أفق وقف الحرب المستمرة منذ ما يقرب من الخمسة أشهر،تعتبر إسرائيل المساعدات الإنسانية والإغاثية جزءًا من ضغطها على السكان لإجبارهم على النزوح ومن ثم التهجير.
اقرأ ايضا: 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
ودائمًا ما تعلن السلطات المصرية أن معبر رفح البري بشمال سيناء مفتوح لإدخال شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة واستقبال الجرحى والمصابين والمرافقين الفلسطينيين وأصحاب الجوازات الأجنبية والمصرية، بجانب دخول الوفود الأممية والتضامنية إلى القطاع.
جاء ذلك فيما حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، من أن معدلات الوفيات جراء الجوع وسوء التغذية والجفاف ترتفع بشكل مخيف في شمالي قطاع غزة، مع استمرار ارتكاب إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية وسط فشل المجتمع الدولي في الضغط عليها لوقف الجريمة المستمرة وإيجاد وضمان تنفيذ آليات فعالة لتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية لإنقاذ حياة الفلسطينيين في القطاع.
ووفقًا للمرصد، فإن الحصيلة الرسمية المعلنة من وزارة الصحة بسبب الجوع وسوء التغذية وصلت إلى 20 حالة وفاة حتى الأربعاء، إلا أن هذا العدد لا يمثل سوى جزءًا من العدد الفعلي، كونه يشمل فقط عدد حالات الوفاة داخل مراكز الاستشفاء التي تعمل بشكل جزئي ودون مقومات حقيقية، والتي يصعب الوصول إليها بسبب تدمير الطرق ونقص الوقود الذي يعيق عمل الإسعافات ووسائل النقل الأخرى.
وقال الأورومتوسطي، إن فريقه وثق مساء الأربعاء وفاة الطفل أحمد وائل أهل (3 أعوام) نتيجة الجوع والجفاف في ظل المجاعة الآخذة بالانتشار في شمالي قطاع غزة، وطفل آخر يبلغ من العمر 15 عامًا في مجمع "الشفاء" الطبي، ومسن (72 عامًا) في مستشفى كمال عدوان شمالي غزة، نتيجة سوء التغذية والجفاف.
وحذر من أن حياة مئات الآلاف من السكان باتت تواجه خطرًا حقيقيًّا ومحدقًا بسبب الجوع والجفاف، بمن في ذلك الآلاف من الأطفال، ومنهم مرضى ومواليد جدد، إضافة إلى المرضى من كبار السن والنساء، نتيجة تداعيات أزمة المجاعة المتفشية بفعل استمرار إسرائيل في فرض حصار شامل غير قانوني على قطاع غزة، وعرقلة دخول وإيصال المساعدات الإنسانية على نحو متواصل، وبخاصة إلى شمالي قطاع غزة.
وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن ميناء غزة المؤقت لإدخال المساعدات إلى القطاع.
كما أعلنت واشنطن والاتحاد الأوروبي عن افتتاح مرتقب لممر بحري بين قبرص وغزة لنقل مساعدات إنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
وفي السياق، أقر بايدن بصعوبة التوصل لوقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس بحلول شهر رمضان، وقال إن ذلك "يبدو أمرًا صعبًا".
ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.
وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.
وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.
اقرأ ايضا: 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى
ويتزايد القلق في مدينة رفح بجنوب القطاع حيث يتكدس ما لا يقل عن 1.4 مليون شخص، نزح معظمهم من القتال، في حين يلوح شبح عملية برية واسعة يعد لها الجيش الإسرائيلي.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com