أعلنت مصادر في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن المقترح الأخير الذي قدم للحركة غير مقبول بشكله الحالي، ويجب إدخال تعديلات على بعض بنوده.
وقالت المصادر - في تصريحات اليوم الأربعاء - إن هناك تقدمًا في عدد من القضايا، لكن الفجوات في قضايا أخرى لا تزال موجودة ويتعين حلها.
اقرأ ايضا: "غزْوَنة الضفة الغربية".. إسرائيل تنقل تكتيكات غزة إلى الأراضي المحتلة
وأوضحت أنه يمكن تسوية أمر تبادل الأسرى والمحتجزين، لكن مسألة انسحاب الجيش الإسرائيلي وأماكن تموضعه في المرحلة الأولى وإعادة النازحين إلى الشمال من دون قيد أو شرط أو تفتيش وتدقيق أمني، كلها لا تزال مسألة تعرقل الاتفاق على المرحلة الأولى.
واتهمت المصادر، الولايات المتحدة بمحاولة الضغط على "حماس" من خلال تسريب الخطوط العريضة للاتفاق، وتسريبات متعلقة بقرب إبرامه.
ونفت مصادر "حماس" أن يكون هناك اتفاق قريب إلا إذا انسحب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من قلب غزة، وأخلى الطرق التي سيعود منها النازحون إلى شمال القطاع وسحب كل الحواجز، وسمح بعودة غير مشروطة للنازحين.
وأضافت المصادر أن هذا ما سيتضمنه رد "حماس" على صيغة الاتفاق المعروض عليها، وذلك بعد تفاهمات مع الفصائل الفلسطينية الأخرى.
يذكر أن حركة "حماس" تسلمت مسودة اقتراح جديد صاغه الوسطاء الأمريكيون والمصريون والقطريون من أجل دفع اتفاق تبادل وهدنة تستمر 40 يومًا.
إطار اتفاق باريس الجديد، تضمن إطلاق "حماس" سراح 40 محتجزًا، بما في ذلك جميع النساء والأطفال والمسنين والمرضى مقابل توقف في القتال لمدة ستة أسابيع وقيام إسرائيل بإطلاق سراح 400 أسير، بينهم أسرى كبار يوصفون بأنهم من "الوزن الثقيل"، وعودة تدريجية للنازحين لا تشمل الشبان الصغار في المرحلة الأولى على أن يعودوا من خلال فحص إسرائيلي وتدقيق عبر الحواجز، ودخول المزيد من المساعدات إلى غزة، بما في ذلك أي معدات تلزم لإعادة إعمار المستشفيات والمخابز، إضافة إلى إدخال 500 شاحنة مساعدات إلى القطاع يومياً، وتوفير آلاف الخيام والكرفانات.
ووفقًا للنص المقترح يخرج الجيش الإسرائيلي من عمق المدن لكنه يبقى داخل غزة، ويحتفظ بنقاط تفتيش، ويوقف طلعات الاستطلاع في الجو لساعات محددة متفق عليها.
ووافقت إسرائيل على المقترح، لكن"حماس" لم ترد بعد، إذ أكد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أنه لا توجد انفراجة يمكن الإعلان عنها بخصوص اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكنه قال إن التفاؤل حاضر بشأن إمكانية عقد صفقة.
فيما أكدت تقارير إعلامية إسرائيلية تزايد التشاؤم بين كبار المسؤولين الإسرائيليين بشأن احتمال تحقيق صفقة، حيث بدا أن "حماس" تشير إلى رفضها الاقتراح الأخير.
ووفقًا لوسائل إعلام عبرية، قال مسؤولون كبار إنه تم إبلاغ إسرائيل بأن الإطار الذي تم التوصل إليه في باريس من قبل الوسطاء، يوم الجمعة، "لا يتوافق مع مطالب حماس".
وأفادت القناة "12" الإسرائيلية بأن قادة "حماس" في الخارج أشاروا إلى أن الاقتراح تجاوز "خطوطًا حمراء" ولن يقبلوه.
ويسابق الوسطاء الزمن من أجل دفع اتفاق قبل شهر رمضان الوشيك، وهو الشيء الوحيد الذي سيمنع هجومًا إسرائيليًا على رفح أقصى جنوب القطاع، المكتظة بحوالي مليون و500 ألف فلسطيني، أغلبيتهم العظمى من النازحين.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أن اتفاق الرهائن سيؤخر الهجوم على رفح، لكنه تعهد بأن الهجوم سيحدث في النهاية.
ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 29 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.
وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.
اقرأ ايضا: تركيا تعلق على أنباء انتقال مكتب "حماس" من الدوحة إلى أنقرة
وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com