أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يبدي استعدادًا للتعاون مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، من أجل قطع الطريق على حركة "حماس" في محور فيلادلفيا.
الصحيفة العبرية، أوضحت أن محور فيلادلفيا هو شريان الحياة لحركة "حماس"، وطالما أنها "تستطيع تهريب الأسلحة والمال والأشخاص من خلاله، فستبقى تسيطر على غزة وستبقى على قيد الحياة"، ولذلك فإن إسرائيل بحاجة إلى مصر التي تعتبر المفتاح لوضع حد لذلك.
اقرأ ايضا: يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين قاتلوا لفترة طويلة فى غزة ولبنان
وقال الكاتب السياسي الإسرائيلي ناحوم برنيع، لصحيفة "يديعوت أحرونوت": إن "السيسي مستعد ليس فقط لقبول عمليات إسرائيل على الحدود من جهة غزة، ولكنه مستعد للقيام بأعمال من جهته، من أجل إنشاء منطقة عازلة موازية على الجانب المصري، فيلادلفيا مصر".
وبحسب الصحيفة العبرية، السيسي يشترط لذلك "التزامًا إسرائيليًا لإشراك السلطة الفلسطينية في غزة في اليوم التالي (للحرب)، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض الالتزام بذلك، كما أنه يرفض مناقشة الأمر، ويقوم منذ أسابيع بكل المراوغات الممكنة لتأجيل المناقشة".
وقال الكاتب: "بغض النظر عن دوافع رفض نتنياهو، فليس الدافع هو المهم، بل النتائج"، والنتيجة أن إسرائيل عالقة في قطاع غزة.
وأضاف: "نحن عالقون"، موضحًا أن "عالقين" هو المصطلح الذي يهيمن على الخطاب الداخلي في الجيش الإسرائيلي اليوم، وأن رفض مناقشة اليوم التالي واتخاذ قرار، يقوض الأهداف التي حققها الجيش، و"يعرّض الإنجازات للخطر".
"يديعوت أحرونوت" أفادت كذلك بأن جيش الاحتلال أعرب عن أمله في أن يتخذ المستوى السياسي الإسرائيلي إجراءات بشأن ثلاث قضايا حاسمة، الأولى محور فيلادلفيا ومصر، والثانية اتخاذ قرار بشأن إدارة قطاع غزة في "اليوم التالي" للحرب، والقضية الثالثة، تنفيذ القرار 1701 في جنوب لبنان.
وأضافت أن الإدارة الأمريكية تعمل منذ بداية الحرب على خطة لليوم التالي للحرب، والتي تبدأ في غزة وتنتهي بالتطبيع بين إسرائيل والسعودية.
وتقوم الفكرة الأساسية للخطة على إقامة قوة متعددة الجنسيات أو من دول عربية عدة تسيطر على قطاع غزة لفترة تتراوح بين نصف السنة والسنة، وتدريجيًا تستبدل من قبل أجهزة فلسطينية محلية في إطار سلطة فلسطينية متجددة.
من جانبه، كتب الصحفي والمعلق نداف إيال، في الصحيفة نفسه، أن هناك مبادرة مصرية، يرى رئيس "جهاز الأمن العام – الشاباك" رونين بار، أنه يتوجب على إسرائيل النظر فيها، وهذا ما أخبره لأصحاب القرار الإسرائيليين.
وقال الصحفي في "يديعوت أحرونوت"، إن المبادرة تدريجية، وطويلة، ومعقدة، وغير ناضجة بعد، وأن جهاز "الشاباك" يرغب بتطويرها "من أجل نقل الثقل مجددًا إلى القاهرة، وخلق عرض إضافي لعرض قطر".
وتابع: "المصريون سبق أن قالوا علنًا، إنهم يسعون في نهاية المطاف لإنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة".
الكاتب أشار أيضًا إلى غضب الوزيرين بيني غانتس وغادي أيزنكوت من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، خاصة في الأسبوع والنصف الماضيين، ليس بسبب رفض نتنياهو التقدم في صفقة جديدة لإعادة المحتجزين الإسرائيليين، كونه لا صفقة مطروحة الآن، ولكن الغضب ناجم بسبب عدم استعداده لتقديم عرض مقابل للقاهرة، وبشكل عام عدم مبادرته لخلق خط خلاق أكثر، من قبيل صفقة جزئية بثمن باهظ جدًا بالنسبة لإسرائيل، أو إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين كبار السن والذين تتضاءل فرص بقائهم على قيد الحياة.
وفي الوقت نفسه، أشار الكاتب إلى أن نتنياهو يدرك أن أي نقاش مع مصر حتى لو كان أوليًا، بشأن وضع حد للحرب، سيكون بمثابة "سم سياسي بالنسبة له".
(مصر تنفي)
في المقابل، نفى مصدر مصري مسؤول، مطلع الشهر الجاري، التقارير التي تحدثت عن وجود تعاون مصري إسرائيلي فيما يخص محور صلاح الدين "فيلادلفيا".
وأكد المصدر، في تصريحات خاصة لقناة "القاهرة الإخبارية" الرسمية، أن مثل هذه الأنباء عارية تماما من الصحة.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال"، قالت إن مصر وإسرائيل تفاوضتا على مستقبل المحور الحدودي بين مصر وغزة، الذي تقول إسرائيل إن حماس تستخدمه لتهريب الأسلحة والأشخاص عبر الأنفاق.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل طلبت تركيب أجهزة استشعار على طول محور فيلادلفيا الذي يمتد لنحو 14 كيلومترا على مستوى الحدود بين غزة ومصر، لتنبيهها في حالة قيام حماس بمحاولات إعادة بناء الأنفاق وشبكة التهريب بعد الحرب.
ونقلت عن مسؤولين مصريين، قولهم إن إسرائيل التي كانت تسيطر على المحور، طلبت أيضا التواصل بإخطارات مباشرة إذا تم التقاط أي إشارات من طرف أجهزة الاستشعار، وضمان حقها في إرسال طائرات استطلاع بدون طيار إلى المنطقة، من أجل المراقبة.
وردت مصر بأنها ستدرس نقطة تركيب أجهزة الاستشعار، لكن الإخطار المباشر أو الموافقة على طيران المسيرات سيمثل "انتهاكا للسيادة المصرية".
وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن المفاوضات، التي تبلورت خلال الأسبوعين الماضيين "عالقة حاليا بشأن هذه القضية".
(ما هو محور فيلادلفيا)
يذكر أن محور فيلادلفيا، والمعروف أيضًا باسم محور صلاح الدين، هي منطقة يبلغ طولها 14 كيلومترًا وعرضها بضع مئات من الأمتار فقط، وتمتد على طول الحدود بين غزة ومصر، وهي منطقة عازلة تم إنشاؤها كجزء من اتفاقيات كامب ديفيد، ولكن مع انسحاب إسرائيل من غزة، انتقلت إشرافها إلى السلطة الفلسطينية بحضور مراقبين من الاتحاد الأوروبي.
اقرأ ايضا: أمين عام "حزب الله": غارات إسرائيل على بيروت سيقابلها رد في تل أبيب
وفي عام 2005، وقعت إسرائيل اتفاقًا يسمح لمصر بنشر عدد من أفراد الأمن على طول الحدود مع غزة، ولكن تغير كل شيء عندما سيطرت حماس على القطاع، والآن أصبح محور فيلادلفيا تحت السيطرة الحصرية لغزة.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com