"الأورومتوسطي لحقوق الإنسان": إسرائيل تـ نتهك حرمة الأمـ وات ومقابرهم

02:24 م ,06 يناير 2024

وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اعتداء جيش الاحتلال الإسرائيلي على 12 مقبرة على الأقل في قطاع غزة عبر تعمد تجريفها، ونبش وتخريب القبور فيها وسلب عشرات الجثامين منها، في خضم جريمة الإبادة المستمرة ضد المدنيين الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول الماضي.

وذكر المرصد الأورومتوسطي- في تقرير- أن هجمات إسرائيلية طالت عدة مقابر في قطاع غزة، حيث عاين فريقه الميداني يوم أمس الجمعة 5 يناير/كانون ثانٍ الجاري تعرض مقبرة (البطش) شرقي مدينة غزة إلى عمليات تجريف واسعة شملت نبش القبور والدوس بالآليات العسكرية على جثامين القتلى فيها وتقطيع بعضها.

اقرأ ايضا: إسرائيل: واشنطن قد "تعاقب" الجنائية الدولية.. وسننهي حرب غزة عند تحقيق أهدافها

وأضاف المرصد أن السكان قالوا إن مقبرة (البطش) استقبلت لاحقًا عددًا كبيرًا من الشهداء والأموات بسبب عدم تمكن ذويهم من الوصول إلى المناطق الشرقية لمدينة غزة ودفنهم في المقابر الرئيسية، قبل أن تتعرض لاقتحام من جيش الاحتلال الأسبوع الماضي بآليات وجرافات عسكرية.

وأشار إلى أنه لوحظ في المقبرة بعد اقتحامها تجريفها بالكامل ونبش القبور حد استخراج أغلب الجثامين منها وتقطيعها وتشويهها ونهب عدد منها، بما في ذلك بعض الشواهد التي وضعت للاستدلال على هوية من دفن فيها.

وفي حادثة أخرى، داهم جيش الاحتلال بآلياته العسكرية مقبرة حي (التفاح) شرقي مدينة غزة، ونبش أكثر من ألف قبر، وقال أهالي الحي إنه سرق ما يزيد عن 150 جثمانا لشهداء دفنوا حديثًا منها.

وفي 25 ديسمبر/ كانون أول الماضي، تلقى المرصد الأورومتوسطي أيضا عدة إفادات بتجريف الجيش الإسرائيلي مقبرة (بيت حانون) شمالي قطاع غزة وتخريب قبور بداخلها، وفي المدة من 17 إلى 20 ديسمبر/كانون أول الماضي، داهم الجيش الإسرائيلي مقبرة (الشيخ شعبان) في منطقة ميدان فلسطين بمدينة غزة وجرف عشرات القبور فيها ودهس جثامين القتلى والموتى.

وفي 20 ديسمبر/كانون أول الماضي، عاين فريق الأورومتوسطي عمليات تدمير وتخريب واسعة مارسها الجيش الإسرائيلي في مقبرة تبعد حوالي 1.7 كيلومتر شرقي الجزء الأوسط من خان يونس جنوبي قطاع غزة، شملت نبش القبور في مساحة تبلغ حوالي 2,500 متر مربع.

ومطلع الشهر ذاته، جرى الكشف عن مداهمة الجيش الإسرائيلي مقبرة (الفالوجا) في جباليا شمالي قطاع غزة وإحداث دمار كبير فيها ظهر للعيان بعد تراجع الآليات العسكرية عنها، تضمنت تخريب قبور وشواهد منها وسلب بعض الجثامين منها.

ووثق المرصد الأورومتوسطي، هجمات إسرائيلية طالت مقابر (علي بن مروان) و(الشيخ رضوان) و(الشهداء/المقبرة الشرقية) و(المقبرة التونسية)، إضافة إلى مقبرة (كنيسة القديس برفيريوس) وجميعها تقع في مدينة غزة، إلى جانب مقبرة (الشهداء) في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، ما أدى إلى تخريب وتحطيم عشرات القبور فيها والاعتداء على كرامة الشهداء ودون مراعاة لحرمة المقابر والموتى.

كما وثق المرصد الأورومتوسطي إنشاء أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية في محافظات قطاع غزة لدفن قتلى الهجمات العسكرية، في ظل صعوبة الوصول للمقابر الرئيسية والمنتظمة والاستهداف الإسرائيلي المستمر للمقابر ومحيطها.

ولجأت عائلات في قطاع غزة لإنشاء مقابر جماعية عشوائية في الأحياء السكنية وأفنية المنازل والطرقات وصالات الأفراح والملاعب الرياضية، وصل عددها إلى أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية دفن فيها 3 أفراد فأكثر من أبناء العوائل المستهدفة.

وأكد الأورومتوسطي، أن جريمة الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول الماضي لم يسلم منها حتى الموتى في ظل تواطؤ دولي مستهجن.

وأشار إلى أن إسرائيل تنتهك بشكل منهجي حرمة الأموات ومقابرهم وتخالف مبادئ القانون الدولي الإنساني وقواعد الحرب بشأن ضرورة حماية المقابر أثناء النزاعات المسلحة، إذ تنص القواعد العرفية للقانون الدولي الإنساني على ضرورة معاملة جثامين الموتى بطريقة تتسم بالاحترام، واحترام قبورهم وصيانتها بشكل ملائم.

اقرأ ايضا: "وسط القصف وأزيز الرصاص".. إسرائيل تجبر الفلسطينيين على النزوح من حي الشجاعية

وأعاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان التأكيد على وجوب إلزام إسرائيل بقواعد القانون الدولي التي تنص على ضرورة احترام جثامين القتلى وعدم سلبها وحمايتها أثناء النزاعات المسلحة، وضرورة اتخاذ أطراف النزاع كل الإجراءات الممكنة لمنع سلب القتلى والموتى كرامتهم وتشويه جثامينهم.

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2024

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com