قال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، مساء اليوم الثلاثاء، إنه طلب من وزير الخارجية والمغتربين، عبد الله بوحبيب، تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي، عقب التفجير الذي هز ضاحية بيروت الجنوبية، وأدى لاستشهاد القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري واثنين من قادة كتائب عز الدين القسام.
وأجرى ميقاتي اتصالًا هاتفيًا ببوحبيب، وطلب منه تقديم الشكوى "على خلفية الاستهداف الفاضح للسيادة اللبنانية بالتفجير الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء اليوم وكل الخروقات الإسرائيلية المستجدة للسيادة اللبنانية"، حسبما أفاد بيان لرئاسة مجلس الوزراء، عبر منصة "إكس".
اقرأ ايضا: "المستوطنون يختبئون في الملاجئ".. "حزب الله" ينفذ "أعنف قصف" على إسرائيل
وكانت حركة حماس قد أكدت اغتيال العاروري في ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت الثلاثاء، مع اثنين من قادة كتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أنه بناءً على توجيهات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي باشرت وزارة الخارجية والمغتربين تحضير شكوى "لإدانة الاعتداء الإسرائيلي الذي طاول منطقة الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، وأدى إلى سقوط عدد من الضحايا وأضرار مادية كبيرة في الممتلكات".
وقالت الوكالة إن الوزير بوحبيب أوعز إلى كل من مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك، هادي هاشم، وإلى القائم بأعمال سفارة لبنان في واشنطن وائل هاشم، "إجراء الاتصالات اللازمة وتقديم احتجاجين شديدي اللهجة حول العدوان الإسرائيلي الخطير ومحاولة استدراج لبنان والمنطقة الى تصعيد شامل، استكمالاً لمسلسل الاعتداءات الإسرائيلية اليومية المتصاعدة على جنوب لبنان مما يزيد المآسي والويلات ويهدد السلم والأمن الإقليميين". كما طالب بـ"إدانة العدوان الإسرائيلي".
وفي تصريحات له في وقت سابق اليوم، أدان ميقاتي عملية اغتيال العاروري، قائلًا: "هذا الانفجار جريمة إسرائيلية جديدة تهدف حكمًا إلى إدخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات بعد الاعتداءات اليومية المستمرة في الجنوب، والتي تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى".
وأضاف: "كما أن هذا الانفجار هو حكمًا توريط للبنان ورد واضح على المساعي التي نقوم بها لإبعاد شبح الحرب الدائرة في غزة عن لبنان".
وفي بيان مساء اليوم، نعى "حزب الله" الله اللبناني، القائد المجاهد الكبير نائب رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) الشيخ صالح العاروري مع عدد من رفاقه المجاهدين شهداءً على طريق القدس، متوعدًا بالرد في اليوم المشهود"، داعيًا إلى الصبر.
وقال الحزب: "العدو المجرم الذي عجز بعد تسعين يومًا من الإجرام والقتل والدمار من إخضاع غزة وخان يونس ومخيم جباليا وسائر المدن والمخيمات والقرى الأبية، يعمد إلى سياسة الاغتيال والتصفيات الجسدية لكل من عمل أو خطط أو نفذ أو ساند عملية طوفان الأقصى البطولية وساهم في الدفاع عن شعب فلسطين المظلوم".
وأضاف أن "جريمة اليوم هي استكمال لجريمة اغتيال القائد (في الحرس الثوري الإيراني) السيد رضي الموسوي في ساحة عمل أخرى وجبهة جديدة من جبهات القتال والإسناد، وهذه الجريمة النكراء لن تزيد المقاومين في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا وإيران والعراق إلا إيماناً بقضيتهم العادلة والتزاماً وتصميماً أكيداً وثابتاً على مواصلة طريق المقاومة والجهاد حتى النصر والتحرير".
واعتبر الحزب أن "جريمة اغتيال الشيخ صالح العاروري ورفاقه الشهداء في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت اعتداء خطير على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته، وما فيه من رسائل سياسية وأمنية بالغة الرمزية والدلالات تعد تطوراً خطيراً في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة".
وتابع: "إنّنا في (حزب الله) نُؤكد أن هذه الجريمة لن تمر أبداً من دون رد وعقاب، وإن مقاومتنا على عهدها ثابتة أبية وفيّة لمبادئها والتزاماتها التي قطعتها على نفسها، يدها على الزناد، ومقاوموها في أعلى درجات الجهوزية والاستعداد، وإنّ هذا اليوم المشهود له ما بعده من أيام. فصبر جميل وصبر جميل، وإنّ الله هو المستعان، وإنّ النصر بإذن الله تعالى لقريب قريب".
بموازاة ذلك، قال النائب في "حزب الله" حسين جشي إن "الحزب سيرد على الاغتيال، وهذا محسوم، وتبقى الأمور تقدر بقدرها".
وأضاف جشي أن "الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أكد أن أي استهداف لأي شخصية في لبنان مهما كانت جنسيتها سيرد عليه".
وتابع: "حزب الله لا يزال يحاول إبقاء الأمور ضمن قواعد الاشتباك، لكن الإسرائيلي يعمل على توسعة المشكلة".
بموازاة ذلك، كشفت الفصائل الفلسطينية، عن أسماء الشهداء الذين ارتقوا في الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مكتبًا لحركة حماس في العاصمة اللبنانية بيروت، وأسفرت عن استشهاد القيادي في الحركة صالح العاروري.
وقالت الفصائل - في بيان - : "استشهد مع صالح العاروري كل من سمير فندي - عزام الأقرع - أحمد حمّود - محمود شاهين - محمد الريس - محمد بشاشة".
وأعلنت الفصائل الفلسطينية الحداد الوطني العام والإضراب الشامل والتحرك الثوري في كل الساحات والجبهات.
من جانبها، نعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، وتستنكر جريمة الاغتيال الجبانة التي اقدم عليها الاحتلال المجرم مساء اليوم الثلاثاء في العاصمة بيروت.
وترى الحركة أن هذه العملية المدانة بأشد عبارات الرفض تعبر عن عقلية الاحتلال المجرم التي تستهدف الشعب الفلسطيني وقيادات المقاومة والعمل الوطني، ولا حدود لجرائمها المتجاوزة لكل القيم الإنسانية والقانون الدولي.
في المقابل، رفع جيش الاحتلال الإسرائيلي حالة التأهب على طول الحدود مع لبنان بعد اغتيال العاروري في بيروت، فيما أمرت شرطة الاحتلال عناصرها بالاستعداد لسيناريوهات إطلاق صواريخ وعمليات تسلل محتملة نحو المستوطنات والبلدات.
اقرأ ايضا: قرار الجنائية الدولية.. "هستريا" في إسرائيل و"ضغوط" أمريكية تلوح في الأفق
كما استنفرت سلطات الاحتلال على طول المناطق الحدودية مع لبنان، مع عدم السماح للمزارعين بالاقتراب من الحقول القريبة من الحدود اللبنانية.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com