فلسطينيون من أمام معبر رفح لـ"حياة واشنطن": نعاني ويلات الحرب في غفلة من العالم

من أمام معبر رفح الحدودي الفاصل بين مصر وقطاع غزة المحاصر، تخرج العائلات الفلسطينية من حاملي الجنسيات الأجنبية، وتروي في حديثها لـ"حياة واشنطن" عن ويلات العدوان الإسرائيلي الغاشم المتواصل منذ أكثر من شهرين.

مشاهد الموت والدمار لم تفارق ذهنه، أزيز الرصاص ودوي المدافع وأصوات القصف ماتزال عالقة في أذنيه، فالح المصري مواطن فلسطيني يبلغ الخمسين من عمره أب لعائلة تتكون من 7 أفراد وصل لتوه إلى الجانب المصري من المعبر، يجر هو وأطفاله وأهله امتعتهم.

اقرأ ايضا: حماس: لا صفقة أسرى إلا بعد انتهاء الحرب على غزة

وبوجه شاحب ونظرات يملؤها الألم والوجيعة من هول ما رأى داخل القطاع المنكوب، خرج المصري وأفراد عائلته بسلام، ويقول - في تصريحات لمراسل "حياة واشنطن" من أمام المعبر - : "نحن نعاني ويلات الحرب في غفلة من العالم ولا أحد يدري بنا".

وتابع المواطن الفلسطيني: "ابني يحمل الجنسية اليابانية، وهو ما سهل علينا الخروج من المعبر الحدودي بين مصر وقطاع غزة".

تغرغرت عيناه لوهلة، ثم تذكر مجددًا أهوال ما رأى، ليتابع حديثه وعيناه تتفقدان أطفاله قائلًا: "الحمد لله على كل حال لم نكن نرغب في ترك أراضينا أو النزوح من الشمال ولكن هذا هو حالنا".

وفي زاوية أخرى من المعبر، خرج مواطن فلسطيني آخر من أصول كندية، تحدث لـ"حياة واشنطن" راغبًا عدم الكشف عن هويته.

ملامح الألم والانكسار ظهرت جلية على هذا المواطن الفلسطيني، إذ روى بحرقة قلب مطعون بفقدان جميع أحباءه: قائلًا: "فقدت عائلتي بأكملها بعدما تهدم منزلنا من قصف الاحتلال"، مضيفًا: "استشهد جميع أفراد العائلة عالقين تحت الأنقاض".

وتابع أن عائلته المكونة من زوجته وطفلتيه استشهدوا، ولم يتسلم جثامينهم، قائلًا إنه سيقيم بأحد فنادق العاصمة المصرية القاهرة إلى حين عودته إلى كندا.

وكانت إسرائيل وحماس قد اتفقتا، في نوفمبر الماضي، على هدنة استمرت أسبوعًا، تبادلا خلالها عشرات الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، ودخلت المساعدات قطاع غزة بكميات أكبر.

وفي أعقاب انتهاء اتفاق الهدنة الإنسانية بين الطرفين، وتحديدًا في الأول من ديسمبر الجاري، عاد جيش الاحتلال الإسرائيلي مجددًا لشن هجمات على قطاع غزة.

في المقابل، ذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي أن إدارة جو بايدن ستكون راضية إذا أنهت إسرائيل المرحلة عالية الكثافة من العملية بحلول نهاية ديسمبر.

اقرأ ايضا: "روشتة أمريكا لإنهاء الحرب".. هذه بنود مسودة الاتفاق بين إسرائيل ولبنان

يأتي ذلك في وقت أعاقت فيه الولايات المتحدة قبل يومين جهدًا بالأمم المتحدة لفرض وقف لإطلاق النار، وهو خيار يعتقد مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون أنه لن يفيد سوى حركة المقاومة الإسلامية حماس.