أي أن قواعد الصراع ستختلف، هذا لا شك فيه، ولكن الاجتهاد إلى أي مدى ستختلف،
وهناك عدة سيناريوهات:
السيناريو الأول أن تحاول قوات الاحتلال أن تجبي ثمنا كبيرا من الفلسطينيين وفصائل المقاومة وخصوصا حركة حماس، وستحاول أن تغتال رؤوس كبيرة سياسية وعسكرية، وقد تصل الأمور إلى حد محاولة احتلال قطاع غزة أي تغيير قواعد اللعبة كليا.
السيناريو الثاني أن تنجح الجهود العربية والدولية بالحد من معدلات التصعيد ومن حدة الردود الإسرائيلية، وبهذا السيناريو سيكون هناك رد اسرائيلي قوي ولكن محسوب، ولكن بدون انقلاب كامل على قواعد اللعبة السابقة.
السيناريو الثالث وهو ما بين ويجمع ما بين السيناريوهين الاول والثاني بمعنى أقل من تغيير كامل لقواعد اللعبة وأكثر من مجرد رد قوي، أي ستحاول اسرائيل أن تستعيد قوة الردع المنهارة بدون أن تدفع الامور إلى نقطة اللاعودة.
هناك عوامل عدة مثل وجود عشرات الأسرى والجثث في أيدي المقاومة سيحد من السيناريو الأول، كما سيحد من الإندفاع لتغيير قواعد الصراع كليا أن تصعيد كبير قد يدفع إلى فتح جبهات جديدة، والجبهة الشمالية مع لبنان مرشحة للاشتراك، هذا من جهة ومن جهة أخرى يدفع الوضع الاقتصادي المأساوي في قطاع غزة واستمرار وتصاعد العدوان الاسرائيلي في الضفة وضد الاسرى والمقدسات، وفي الداخل الفلسطيني، وتزايد احتمالات التطبيع السعودي الاسرائيلي تدفع الامور نحو التفاقم، والأزمة الداخلية العميقة في اسرائيل ، تدفع نحو التصعيد فهي تشجع الحكومة إلى محاولة تصديرها إلى الخارج، وهناك عوامل عدة تدفع لعدم التصعيد مثل عدم الاستعداد لفتح جبهة كبيرة غير مضمونة النتائج بينما الحرب الاوكرانية مستمرة ، وخصوصا في ظل مساعي إدارة بايدن للتوصل الى تطبيع سعودي اسرائيلي يقوي جبهة حلفاء امريكا ويبعد السعودية عن الصين وروسيا وايران.
من المبكر الحسم أين تسير الأمور وأي سيناريو هو المرجح فالحرب في بدايتها.
* مدير عام المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية_مسارات
** جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي حياة واشنطن
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com