أقر حقوقيون ومسؤولون سابقون في موقع التواصل الاجتماعي (ميتا)، بوجود استهداف ممنهج للمحتوى العربي والفلسطيني خصوصاً في منصات التواصل الاجتماعي، وذلك خلال تحقيق جديد بثته قناة (الجزيرة) القطرية عبر برنامجها الشهير "ما خفي أعظم".
وأكدت الباحثة في مجال الحقوق الرقمية في منظمة (هيومن رايتس ووتش)، ديبورا براون، أن شركة (ميتا) ومنصاتها لا تقدم ما يكفي لدعم حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
اقرأ ايضا: إسرائيل: واشنطن قد "تعاقب" الجنائية الدولية.. وسننهي حرب غزة عند تحقيق أهدافها
وأشارت براون إلى ازدواجية التعامل مع المحتوي بين الدول، قائلة: " على سبيل المثال، استجابت (ميتا) بسرعة كبيرة لاجتياح أوكرانيا العام الماضي، وسمحت للأوكرانيين بإدانة العنف الذي ارتكبته القوات الروسية والدعوة إلى التنديد بتلك القوات، وفي المقابل، لم تطبق مثل هذه السياسات في سوريا، رغم وجود جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات".
وتطرق تحقيق "ما خفي أعظم" الذي حمل عنوان" الفضاء المغلق" أيضًا إلى الدور الذي تلعبه اللوبيات الإسرائيلية في الضغط على إدارة (فيسبوك).
وفي هذا الصدد، يؤكد مدير سياسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في (فيسبوك) سابقًا، أشرف زيتون، أن إسرائيل استطاعت أن تخلق منظومة قوية جدا للضغط والتأثير على إدارة منصة "ميتا"، وأن السياسة الإسرائيلية حاولت أن تؤثر حتى على القواعد التي تحكم عمل الخوارزميات.
وتحدث زيتون عن جيش كامل للتبليغ جهزته إسرائيل، وهناك واحدة من المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية قامت بإطلاق تطبيق يُشجع المستخدمين والمشتركين فيه على التبليغ عن المحتوى المناهض لإسرائيل.
وتوصل برنامج (الجزيرة)، إلى أن مئات العاملين في شركة "ميتا" يحملون الجنسية الإسرائيلية بينهم مديرون ومشرفون وتقنيون في مختلف الإدارات في مقراتها بإسرائيل والولايات المتحدة، وبعضهم كانت لديهم صلات سابقة بالجيش الإسرائيلي وحكومة الاحتلال.
ومن أبرز الموظفين المؤثرين، آدم موسيري، رئيس منصة (إنستغرام)، وديفيد فيشر، مدير الإيرادات المالية في (فيسبوك)، بالإضافة إلى المديرة السابقة في وزارة العدل الإسرائيلية، إيمي بالمور، التي تولت الإشراف على الجهة المسؤولة عن وحدة السايبر التي تحارب المحتوى الفلسطيني.
من جهتها، أكدت الناشطة الحقوقية الأمريكية، جيليان يورك، أن المحتوى العربي على منصات التواصل الاجتماعي، يخضع للرقابة أكثر بكثير من المحتوى الذي ينشر باللغة العبرية.
وضمن البرنامج، أقر المدير السابق لوحدة السايبر الإسرائيلية، إيريك باربينغ، بالعمل الذي تقوم به تل أبيب، حيث تطلب وبشكل رسمي ومنمق من شركة "ميتا" بحذف الكلمات أو الجمل المناهضة لها وحتى الصور أو الإعجاب بصور الشهداء الفلسطينيين.
وتُقر الخبيرة في الحقوق الرقمية، مارلينا ويسنياك، بوجود تقييد مُفرط للمحتوى العربي والفلسطيني، وتقول إن هناك العديد من الحالات التي تم توثيقها تشير إلى أن المحتوى الفلسطيني أو العربي أزيل أو قُيّد على خلاف المحتوى العبري.
كما كشفت عضو مجلس الإشراف في شركة "ميتا"، جولي أوانو، في شهادتها بأن مجلس الإدارة يدرك وجود تطبيق مفرط لقواعد (فيسبوك) و(إنستغرام) بشأن المحتوى العربي.
اقرأ ايضا: إدارة ترامب تستعد لفرض "الضغط الأقصى" على إيران مع بدء ولايته
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com