كشفت مصادر مصرية موثوقة لـ "حياة واشنطن"، عن تراجع السلطات خطوة فيما يخص قرار هدم مقابر تاريخية في القاهرة من أجل شق طرق جديدة، وذلك تحت وطأة الانتقادات الكاسحة التي لاقاها هذا القرار، وما أثاره من غضب شعبي عارم.
وقالت المصادر لـ "حياة واشنطن"، إنه تم وقف الهدم بشكل مؤقت في المقابر التاريخية التي تحمل طابعا تراثيا، فيما وتيرة الهدم مستمرة في بقية المقابر التي تدخل في المسار المُعد لإنشاء الطرق الجديدة، مع السماح باستئناف الدفن في المقابر التي لن تكون ضمن هذا المسار.
وأضافت أن هناك اعتراضات عدة رفعت لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، إلى جانب رفع دعاوى قضائية أمام المحاكم، فضلًا عن العديد من النداءات من قبل مجموعات ضغط وحملات مستمرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن هناك فرق عمل من الشباب تقوم على توثيق عمليات الهدم قبل وبعد وأثناء تنفيذها.
وشددت السلطات الأمنية من الطوق الأمني المفروض حول منطقة المقابر التاريخية، ومنعت تنظيم أية جولات بها، وحظرت التصوير فيها، تجنبا لتأجيج مزيد من الغضب الشعبي، الذي سببه نشر صور مقابر تراثية لشخصيات وقامات مصرية في مجالات عدة، وقد تحولت إلى ركام بفعل استخدام آليات الهدم الثقيلة في تلك المقابر، وعدم التعامل مع تلك المقابر على أنها أثر يجب نقله وفقا لإجراءات محددة.
وكان ممثلو أحزاب، ومنظمات حقوقية إلى جانب متخصصين وشخصيات عامة، تقدموا ببلاغ للنائب العام ضد كل من وزيري السياحة والآثار، والأوقاف، ومحافظ القاهرة، والمسؤولين عن التنسيق الحضاري والجهات المشاركة في أعمال الإزالة والهدم للجبانات التاريخية كافة، مطالبين بفرض الحراسة على تلك المناطق، وسحب معدات الهدم وتقييم الأضرار التي لحقت بتلك المنطقة.
وحمل البيان توقيعات من وزير الثقافة الأسبق، فاروق حسني، ووزير الصناعة الأسبق، منير فخري عبدالنور، ووزير التموين الأسبق، جودة عبدالخالق، وأستاذة التخطيط بجامعات فرنسا، جليلة القاضي، والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، أحمد الطنطاوي، بالإضافة لخبراء تراث بارزين، وممثلين عن أصحاب المدافن المقرر إزالتها وعدد كبير من الشخصيات العامة.
وكان لافتا أن أطلق شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، تصريحات أكد فيها ضرورة الحفاظ على المساجد التاريخية والمعالم التراثية باعتبارها جزءًا من الهوية المصرية والحضارة الإنسانية، وذلك لدى تفقده مسجد السيدة نفيسة، بعد الانتهاء من عمليات تطويره وترميمه.
ومع ارتفاع موجة الانتقاد لقرار السلطات المصرية، توقفت أعمال الهدم في مقابر منطقة الإمام الشافعي، مع إغلاق الأحواش التاريخية الشهيرة أمام زيارات الباحثين والأثريين، ومنع التصوير في المنطقة، وسط تواجد أمني مكثف بدعوى "حراسة المقابر التراثية".
وتزامنت تلك الخطوات مع شطب كلمة "إزالة" من على بعض المقابر، التي كانت مُدرجة ضمن مخطط الهدم، فيما بدا أنه "تجميد مؤقت" لتلك الخطة.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com