ولذلك في المشهد المقدسي يمضي الاحتلال بتنفيذ مخططاته ومشاريعه التهويدية غير آبه بكل الاصوات والاحتجاجات المنددة، او بالقرارات والمواثيق الاممية، وغير آبه على وجه التحديد بردود الفعل الفلسطينية والعربية، بل انه يقوم بتمزيق ما يمكن ان يطلق عليه ”دفتر القدس العتيق”، وبدأ بتمزيق أوراقه ورقة.
وهو: ”دفتر مجيد وعريق يروي حكايات المدينة، عروس المدائن، عبق التاريخ، وروح الأمة وقبلتها الأولى وبين دفتيه، قصص الأنبياء والرسل والقديسين، والشوارع والأزقة العتيقة التي تحمل آثار أقدامهم، وغبار سنابك خيل الفرسان العرب الذين حرروها من يد الصليبيين، ويضم المقدسات الإسلامية والمسيحية التي يتوجها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
وعندما تقلب صفحاته تسمع أذان المساجد وترانيم الكنائس وأجراسها، وعلى حواشيها ترتسم الأسوار كالصدر الذي يحمي القلب، والموشاة بأشجار الزيتون التي تحولت أغصانها إلى رمز للسلام، كما كانت مدينتها”، لقد فتح الاحتلال كل هذه الصفحات المضمخة بعبق التاريخ والإيمان وبدأ يمزقها، ويستبدلها بصفحات مزورة تحكي تاريخاً يهودياً أسطورياً، لا وجود له على وجه الأرض ولا في أعماقها”.
ونقول، انها بلدوزرات الهدم والتجريف والمحو التي تقوم –بلا توقف- بتهديم المشهد المقدسي العربي -بمضامينه الاسلامية والمسيحية- لصالح مشهد صهيوني يزيف التاريخ والتراث، في ظل فرجة عربية عجيبة...!
بالتأكيد، لن تتوقف دولة الاحتلال عن مخططاتها واختطافها لفلسطين والمدينة المقدسة في مقدمتها، اذا لم يستيقظ الجميع من عرب ومسلمين … واذا لم يرتقوا الى مستوى المسؤولية التاريخية والدينية والوطنية الحقيقية…؟!
* كاتب فلسطيني
Nzaro22@hotmail.com
** جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "حياة واشنطن"
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com