رصدت الأمم المتحدة، ارتفاعا كبيرا في عدد الهجمات التي ينفذها المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، لافتة إلى تسجيل نحو 600 حادثة اعتداء من المستوطنين منذ بداية العام الجاري، وحتى نهاية شهر يونيو الماضي.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، إنها سجلت 591 حادثة على صلة بالمستوطنين في الأراضي المحتلة في الأشهر الستة الأولى من العام 2023، أسفرت عن إصابات بين الفلسطينيين أو أضرار في الممتلكات أو كليهما.
وقال المتحدث باسم "أوتشا" ينس لايركه، في تصريحات للصحفيين في جنيف: "هذا يمثل في المتوسط 99 حادثة كل شهر، أي أن هناك زيادة بنسبة 39%، مقارنة بالمعدل الشهري للعام 2022، وكان 71 حادثة، على الرغم من أن العام الماضي، سجل أعلى عدد من هذه الحوادث منذ أن بدأنا تسجيلها في عام 2006".
وقال المتحدث باسم "أوتشا"، إن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وثق تهجير ما لا يقل عن 399 فلسطينيا من تجمعات بدوية في الضفة الغربية المحتلة إثر أعمال عنف ارتكبها المستوطنون، منذ بداية العام الجاري، لافتا إلى أن ثلاثة من هذه التجمعات تم إخلاؤها "قسريا" بالكامل، بينما لم يتبق سوى عدد قليل من العائلات في المجتمعات الأخرى.
وقال: "في أغلب الأحيان يشار إلى أن سبب الرحيل هو الأعمال التي يرتكبها المستوطنون، بما في ذلك العنف، والتوسع الاستيطاني الذي يؤدي إلى فقدان الرعاة القدرة على الوصول إلى أراضي الرعي"، لافتا إلى أن من بين الأسباب أيضا تهديد سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدم المنازل والممتلكات.
وأضاف أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أجرى تقييما عاجلا للاحتياجات الإنسانية لستين من التجمعات البدوية الفلسطينية التي تأثرت بشكل مباشر بالوضع المتدهور، مشددا على أن "المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية بموجب القانون الدولي، وهي تعمق الاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين بسبب تأثيرها على سبل العيش والأمن الغذائي والوصول إلى الخدمات الأساسية".
ووفقا لتقرير "أوتشا"، فإن 490 ألف مستوطن يعيشون في المستوطنات التي أقيمت بخلاف نصوص القانون الدولي في الضفة الغربية بما فيها القدس، في حين يبلغ عدد الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة ما يقرب من ثلاثة ملايين نسمة.
ورغم رصد "أوتشا"، الارتفاع الكبير في عدد الهجمات التي ينفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، خلال النصف الأول من العام الجاري، بنحو 600 حادثة، إلا أن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان كانت قالت إنها رصدت 1148 اعتداء من قِبل المستوطنين خلال نفس الفترة، أسفرت عن استشهاد 8 فلسطينيين على يد المستوطنين، فضلا عن الجرحى والخسائر المادية.
وأشارت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إلى أن المستوطنين أقاموا خلال النصف الأول من العام الجاري، 13 بؤرة استعمارية على أراضي الفلسطينيين، معظمها بؤر رعوية، في محافظات رام الله ونابلس وسلفيت وبيت لحم والقدس والخليل، فيما شرعنت سلطات الاحتلال 4 بؤر جديدة، في محيط مستوطنة "عيلي" بين محافظتي رام الله ونابلس.
وأوضح التقرير أن سلسلة الاعتداءات الجماعية التي نفذتها مليشيات المستوطنين على قرى فلسطينية، تدق ناقوس الخطر على طبيعة المرحلة القادمة من الصراع، التي مهدت لها أطر الدولة الإسرائيلية الرسمية جيدا، من خلال وصول قادة عصابات المستوطنين إلى سدة الحكم في إسرائيل، وكنتاج لمدارس "الإرهاب الدينية" التي خرجت جيلا من عتاة المستوطنين الإرهابيين يفقون بحماية من جيش الاحتلال، في مواجهة الفلسطينيين العُزل.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com