شهد جربوع.. طالبة فلسطينية تتحدى الإعاقة وتقود سرب المتفوقين في الثانوية العامة

06:43 ص ,21 يوليو 2023

لكل مجتهدٍ نصيب، مقولةٌ دائمًا ما تتردد على ألسِنةِ المُلْهِمِين من الناس والمُحَفِّزينَ للناس؛ كي يكِدُّوا ويجتهدوا فَيصلوا للدرجات العُلا دون كللٍ أو ملل، مقولة يعيش بها العظماء كأنها الهواء والماء، مقولة لولاها ما صنع الماجدون ما صنعوا، ولا علت أُمَمٌ على أُممٍ بالعلم والتقدُّم والازدِهار.
ويعلم كل من على هذه البسيطة أن أبناء الأُمَمِ هُم من يرتقون بها، بِعِلْمِهِم واجتِهادِهم وعزيمَتِهِم دون رفع الراية البيضاء أمام المعيقات والحُجَجِ الواهية التي غالبًا ما يتخذها الفاشلون شمَّاعة يُعِلِّقون عليها أسباب تمَيُز الأخرين عنهم.
وكنموذجٍ من تلك النماذج المجتهدة المُشرقة تُطلُ علينا الطالبة الفلسطينية المتفوقة شهد أشرف جربوع من مدرسة شهداء رفح الثانوية للبنات في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد حصلت على مجموع 94.5% (فرع الأدبي)، متفوِّقةً بذلك على نفسها، ومتحدِّيةً ظروف المرض والإعاقة من جهة، وظروف الحياة المعيشية الصعبة في القطاع من جهة أخرى.
وقالت شهد إنها عانت الأمرَّين خلال دراستها بسبب إعاقتها لكنها وبتحفيزٍ من أهلها ومن حولها لم تستسلم لتلك الظروف الصعبة، فوضعت نصْبَ عينها أن تُحَلِّقَ مع سرب المتفوقين، وقد كان لها ما أرادت، لتصبح بذلك مفخرةً يُحتذى بها، ونموذجًا مُشرِّفًا لأبناء هذا الوطن.
واضافت جربوع: "سعيدة جدًا بنجاحي، فقد كان اجتياز الثانوية العامة حلمًا بالنسبة لي، وأحمد الله على ذلك، كنت على ثقة بأنني سأنجح، لذلك طلبت من عائلتي قبل يوم من إعلان النتائج تجهيز الحلويات والمشروبات، ولم يتأخروا دقيقة في تلبية طلباتي، لأنهم أيضًا يؤمنون بقدراتي".
ووجهت الطالبة شهد جربوع رسالة لكل أصحاب الهمم من ذوي الاحتياجات الخاصة بأن لا يستهينوا بقدراتهم، ولا يستسلموا لإعاقتهم وأن يكونوا بنائين للوطن، وأنَّه لكل مجتهد نصيب.

 

شهد جربوع مع والدها

 

 

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2024

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com